الرد على نفي ستيفن هوكينج للإله
ستيفن هوكينغ في كتابه (التصميم الأعظم) قال إن الكون ليس بحاجة إلى إله فنرجو توضيح عن هذا والرد عليه إن أمكن.
السؤال:
ستيفن هوكينغ في كتابه (التصميم الأعظم) قال إن الكون ليس بحاجة إلى إله فنرجو توضيح عن هذا والرد عليه إن أمكن.
الجواب:
ستيفن هوكينج قال هذا بحجة أن الكون في رأيه يمكن تفسير (وصف الكيف بالمعادلات) كل ما فيه بواسطة ميكانيكا الكم والنسبية العامة.
لكنه في هذا وقع في خطأ فاحش في المنطق (بالرغم أنه عبقري، ولكنه الهوى وعمى البصيرة!) وهو أنه خلط بين (كيف) و(لماذا). فالعلم كله بما فيه النسبية العامة وميكانيكا الكم يختص بالإجابة على سؤال (كيف)، فهدف العلم هو أن يضع نموذجًا رياضيًا -عن طريق الاستقراء- يصف القواعد التي يسير عليها الكون (كيف يسير الكون). أما (لماذا) يسير الكون على هذه القواعد فليس من شأن العلم الإجابة على هذا السؤال، فالإنسان حتى إن توهم السببية نتيجة لتكرار وقوع أحداث معينة دائمًا بنفس الترتيب (*) فإنه سيصل لسلسلة من الأسباب، وهذه السلسلة تنتهي بأطراف أولية وهي قوانين الطبيعة ذاتها على أفضل تقدير!
لكن السؤال: ما هو سبب قوانين الطبيعة؟! لا توجد إجابة على هذا السؤال إلا أنه سبب قوانين الطبيعة هو كيان أعلى من هذه القوانين يهيمن عليها ولا تهيمن عليه وهو الله عز وجل.
الأمر يدعو للسخرية حقًا! فعلماء الطبيعة الملحدون هم كشخص حضر مبارة كرة قدم وهو لا يعرف مسبقًا قوانين لعبة كرة القدم، ومن خلال الملاحظة والاستقراء ومراقبة متى يحصل اللاعب على مخالفة أو بطاقة صفراء أو حمراء ومتى يُحتسَب الهدف ومتى لا يُحتَسَب، حاول أن يستنبط قواعد لعبة كرة القدم -والتي تقابل في حالة الكون محاولة استباط العلماء لقوانين الطبيعة من خلال الملاحظة والاستقراء- ثم قرب نهاية المبارة قام هذا الشخص وأخذ يصيح في الجمهور قائلا: "أرأيتم؟! إنكم لو عرفتم هذه القواعد التي استبطتها فستفهمون أحداث المباراة بالكامل وتعرفون لماذا كانت النتيجة 4/2! ومن هنا نستنتج أنه لا يوجد أي ضرورة للاستعانة بأي تفسيرات خارج هذه الورقة، وبهذا تنعدم الحاجة لمن وضع قواعد لعبة كرة القدم، وبالتالي فهو ليس موجودًا. نعم، لا يوجد من وضع قواعد لهذه اللعبة! هل أقنعتكم؟! فصفق له الجمهور وقالوا: يالك من عبقري!! فعلا لا يوجد من وضع قواعد للعبة كرة القدم!
هكذا هي القضية ببساطة شديدة، فستيفن هوكينج وأمثاله من الملحدين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم. هم ببساطة يستحمقون أنفسهم ليوهموها أنهم يفلتون من قبضة التكليف في هذه الحياة الدنيا، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون.
-----------------------------
(*) وهذا فعلا وهم، لأنك حتى لو عكست شريط فيديو كامل ونظرت إليه بكل ما يحمله من مشاهد صادمة للحس السببي، فإنك تتوهم لوهلة أن هذا يخالف قوانين الطبيعة! والحقيقة أن قوانين الطبيعة متناظرة بالنسبة لاتجاه الزمن، بمعنى أنها إن كانت صالحة في الاتجاه الموجب للزمن فهي صالحة في الاتجاه السالب أيضًا.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: