هل انقرض إنصاف ذاك الزمان؟
عبّاد بن كثير، قد اتفقوا على تضعيف حديثه، ووسمَه بعضُهم بالكذب! ومع ذلك: لم يمنعهم ذاك؛ من إنصافه وذكر فضله، والثناء على دينه، ولو كان ذلك في نفس مجلس قَدْحه!
هل انقرض إنصاف ذاك الزمان؟
وما بقي منه إلا القَصص!
ذَكر الإمام مُسلم رحمه الله، في مقدّمة صحيحه بإسناده إلى عبد الله بن المبارك، قال: "قلتُ لسفيان الثورى: إن عبّاد بن كثير؛ مَن تعرف حالَه؛ وإذا حدَّث جاء بأمرٍ عظيم، فترَى أن أقول للناس: لا تأخذوا عنه؟
قال سفيان: بلى! قال عبد الله: فكنتُ إذا كنتُ فى مجلس ذُكر فيه عبّاد؛ أثنيتُ عليه فى دينه، وأقول: لا تأخذوا عنه".
قلتُ: وعبّاد بن كثير، قد اتفقوا على تضعيف حديثه، ووسمَه بعضُهم بالكذب! ومع ذلك: لم يمنعهم ذاك؛ من إنصافه وذكر فضله، والثناء على دينه، ولو كان ذلك في نفس مجلس قَدْحه!
وهذا المنهج عند السلف؛ أكثر من أن يُحصَر، وأشهر من أن يُذكَر!
فهل انقرض مثل هذا الإنصاف في زماننا؟ فما عاد لمُخالِف حسنة!
وصار المُخالف مجروحًا من كلّ وجه، وعلى كلّ حال!
بعد أن سيطرَت الأهواء على العقول والنّفوس، وتعمّقت البغضاء!
أم أن الخلَف صاروا أعلم بالدّين، وأحكم لقواعده، ممَّن سلَف؟
وما بقي من سِيرتهم إلا أساطير الأوّلين!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف:
- المصدر: