نصارى مصر يصلبون المسيح
منذ 2009-03-05
إنها خيانة، أيما خيانة أن يأتمنكم الله على بلد إسلامي ثم تخونوا الأمانة، وتسلموا مسلمة اختارت دينها بكامل رغبتها لتقتل أو تسجن أو تعذب...
قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
"هَذَا الْخِطَاب يَعُمّ أَهْل الْكِتَاب مِنْ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَمَنْ جَرَى مَجْرَاهُمْ، {قُلْ يَا أَهْل الْكِتَاب تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة} وَالْكَلِمَة تُطْلَق عَلَى الْجُمْلَة الْمُفِيدَة كَمَا قَالَ هَهُنَا ثُمَّ وَصَفَهَا بِقَوْلِهِ: {سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُمْ} أَيْ عَدْل وَنِصْف نَسْتَوِي نَحْنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا، ثُمَّ فَسَّرَهَا بِقَوْلِهِ {أَنْ لَا نَعْبُد إِلَّا اللَّه وَلَا نُشْرِك بِهِ شَيْئًا} لَا وَثَنًا، وَلَا صَلِيبًا، وَلَا صَنَمًا، وَلَا طَاغُوتًا، وَلَا نَارًا، وَلَا شَيْئًا، بَلْ نُفْرِد الْعِبَادَة لِلَّهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ. وَهَذِهِ دَعْوَة جَمِيع الرُّسُل، قَالَ اللَّه تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء: 25]، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت} [سورة النحل: 36]، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى: {وَلَا يَتَّخِذ بَعْضنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُون اللَّه} [سورة آل عمران: 64].
وَقَالَ اِبْن جُرَيْج: "يَعْنِي يُطِيع بَعْضنَا بَعْضًا فِي مَعْصِيَة اللَّه". وَقَالَ عِكْرِمَة: "يَسْجُد بَعْضنَا لِبَعْضٍ".
{فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اِشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} أَيْ فَإِنْ تَوَلَّوْا عَنْ هَذَا النِّصْف وَهَذِهِ الدَّعْوَة فَاشْهَدُوا أَنْتُمْ عَلَى اِسْتِمْرَاركُمْ عَلَى الْإِسْلَام الَّذِي شَرَعَهُ اللَّه لكم.
لا شك أن حوادث إعادة النساء المسلمات إلى كنائس النصارى في مصر بعدما أعلن إسلامهن ثم إختفائهن لمن أكبر الدلائل على الخيانة العامة التي تنتشر في أرجاء الديار الإسلامية بمباركة الطابور الخامس الذي يوالي أعداء الملة الإسلامية أينما ومتى وجدوا، ويحارب كل ما يمت للشرعة الإسلامية بصلة.
كما تدل هذه الأحداث على ضعف الغيرة في قلوب الرجال إلا من رحم ربي وهم قليل، وتدل على مدى النفوذ الصليبي المرتبط بحبل القوى الغربية المتسلطة على ديار المسلمين.
ولكن العيب كل العيب في سكوت المسلمين أنفسهم عما يحدث، والعيب كل العيب في عدم تحرك الأمة وفي مقدمتها العلماء في وقت نذكر فيه خليفة تحرك بجيشة لإنقاذ امرأة نادت باسمه فلم تهدأ نفسه حتى أنقذها.
فيالعرض الإسلام بات رخيصا لا يبالي به القريب ويستبيحه البعيد وكأننا بلا حمى ولا راع.
الموت السريري الذي أصاب الكثير من جموع المسلمين سببه الأول والأساس هو الابتعاد عن عقيدة التوحيد الصحيحة التي بات يكتنفها الكثير من البدع والمحدثات، ويشوبها العديد من الشبه والشركيات، بجانب إبعاد شريعة السماء عن حياة العامة.
لو رجع المجتمع المسلم لشريعة ربه وقام العلماء خير قيام بنشر دينهم لما وجد النصاري سبيلاً إلى خيانة من آووهم وحموهم وتعايشوا بينهم على مر القرون.
ولو رجع النصارى إلى تاريخهم فلن يجدوا أفضل من جوار المسلمين أمنا وأمانا وكرماً.
ولو راجع النصارى تاريخ عيسى عليه السلام لعلموا أنهم اليوم يفعلون ما فعل اليهود بالتآمر مع الرومان ضد المسيح عليه السلام بأسرهم وتعذيبهم لنساء مسلمات قد اخترن دين الحق على دينهم، فنسأل من نجى عيسي من أيدي اليهود والرومان وأكرمه برفعه إلى جواره أن ينجي اليوم أخواتنا التقيات النقيات الطاهرات ممن اخترن الله رباً والإسلام ديناً ومحمداً نبياً ورسولاً.
وندائي للأمة الإسلامية ولعلماء المسلمين:
- قفوا لله وقفة.
- أنقذوا دماء أخواتنا.
- طالبوا بسرعة الأفراج عن أسيرات المسلمين في غياهب كنائس نصارى مصر.
يا علماء مصر:
- أعلنوا عن حكم فك العاني وضرورة الانتصار للأسير المسلم.
- طالبوا بسرعة فكاك هؤلاء الأسيرات وانتصروا لربكم ولدينكم ولعرضكم.
- خاطبوا الحكام، وطالبوا الأمة بالتحرك، وعلموا الناس وحثوهم على المطالبة بفكاك الأسيرات، حركوا المنابر، وعظوا الحشود.
يا شعب مصر المسلم:
طالب حكومتك بضرورة فكاك أخواتنا في الإسلام، فهذا عرضك ودمك ولحمك الطاهر كيف ترضى بالذل والهوان، تكلم وطالب ولا تخف في الله لومة لائم، ولنا في غزوة بني قينقاع القدوة والمثل، فلما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب بدر وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فجمعهم ثم قال: "يا معشر يهود أسلموا، فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله قبل أن يوقع الله بكم مثل وقعة قريش". فقالوا: "يا محمد لا يغرنك من لقيت، إنك قهرت قوما أغمارا، وإنا والله أصحاب الحرب ولئن قاتلتنا لتعلمن أنك لم تقاتل مثلنا".
فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد جاءت امرأة نزيعة من العرب تحت رجل من الأنصار إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر فخل درعها إلى ظهرها بشوكة فلما قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من المسلمين فاتبعه فقتله فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل ونبذوا العهد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحاربوا، وتحصنوا في حصنهم. فسار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم فكانوا أول من سار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلى يهود قينقاع وكانوا أول يهود حاربت. أ.هـ (من سيرة ابن هشام).
يا حكومة مصر:
إنها خيانة، أيما خيانة أن يأتمنكم الله على بلد إسلامي ثم تخونوا الأمانة، وتسلموا مسلمة اختارت دينها بكامل رغبتها لتقتل أو تسجن أو تعذب.
الله شهيد عليكم وعلى خذلانكم للمسلمين، وليعلم كل من يشارك في مثل هذا الفعل أنه سيبوء بفعله ويقف أمام الله ليسأله عما اقترفت يداه، ويومها لن يجد رئيساً أو وزيراً أو قائداً يحتمي به بل والله سيتبرأ الجميع من بعضهم.
قال تعالى:
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [سورة البقرة: 166-167].
قال القرطبي:
" {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا}: يَعْنِي السَّادَة وَالرُّؤَسَاء تَبَرَّءُوا مِمَّنْ اِتَّبَعَهُمْ عَلَى الْكُفْر. عَنْ قَتَادَة وَعَطَاء وَالرَّبِيع. وَقَالَ قَتَادَة أَيْضًا وَالسُّدِّيّ: "هُمْ الشَّيَاطِين الْمُضِلُّونَ تَبَرَّءُوا مِنْ الْإِنْس". وَقِيلَ: "هُوَ عَامّ فِي كُلّ مَتْبُوع".
{وَرَأَوُا الْعَذَابَ}: يَعْنِي التَّابِعِينَ وَالْمَتْبُوعِينَ، قِيلَ: "بِتَيَقُّنِهِمْ لَهُ عِنْد الْمُعَايَنَة فِي الدُّنْيَا". وَقِيلَ: "عِنْد الْعَرْض وَالْمُسَاءَلَة فِي الْآخِرَة".
قُلْت: "كِلَاهُمَا حَاصِل، فَهُمْ يُعَايِنُونَ عِنْد الْمَوْت مَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنْ الْهَوَان، وَفِي الْآخِرَة يَذُوقُونَ أَلِيم الْعَذَاب وَالنَّكَال".
{وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}: أَيْ الْوُصُلَات الَّتِي كَانُوا يَتَوَاصَلُونَ بِهَا فِي الدُّنْيَا مِنْ رَحِم وَغَيْره، عَنْ مُجَاهِد وَغَيْره. الْوَاحِد سَبَب وَوُصْلَة. وَأَصْل السَّبَب الْحَبْل يَشُدّ بِالشَّيْءِ فَيَجْذِبهُ، ثُمَّ جُعِلَ كُلّ مَا جَرَّ شَيْئًا سَبَبًا. وَقَالَ السُّدِّيّ وَابْن زَيْد: "إِنَّ الْأَسْبَاب أَعْمَالهمْ. وَالسَّبَب النَّاحِيَة"، وَمِنْهُ قَوْل زُهَيْر: "وَمَنْ هَابَ أَسْبَاب الْمَنَايَا يَنُلْنَهُ وَلَوْ رَامَ أَسْبَاب السَّمَاء بِسُلَّمِ".
وأخيراً:
حسبنا الله ونعم الوكيل.
محمد
أبو الهيثم
المصدر: طريق الإسلام
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: