جوهر السياسة من وحي بطولات الكرة
جوهر السياسة من وحي بطولة الكأس و الدوري في كرة القدم
ما هي السياسة ؟ و ما هو وجه الشبه بينها و بين مباراة كرة القدم؟
جوهر السياسية هو الصراع أو التنافس تماما مثل كرة القدم.
و عندما يكون الصراع السياسي صفريا فهنا يتشابه مع بطولة الكأس في كرة القدم، و عندما يكون الصراع السياسي أو المنافسة تقبل التعادل او معادلة حاصلها رقم فهنا تتشابه مع بطولة الدوري في كرة القدم.
و في إدارة الصراع او التنافس السياسي كما في إدارة مباراة كرة قدم يخطط القائد لشل كل عناصر القدرة و التفوق لدي الخصم مع حيازة و تحريك عناصر الهجوم و التهديف كي يسجل الأهداف في مرمي الخصم و يهزمه، فلا نجاح و فوز في الصراع او المنافسة السياسية إلا بشل مفاتيح و عناصر قدرة الخصم التي عادته أنه يفوز باستخدامها ، و اختراق دفاعاته القوية للوصول للفوزعليه تماما كما في مباراة كرة قدم.
اللعب دون ان تشل عناصر و مفاتيح قدرة منافسك التي عادة ما يستخدمها للفوز و يفوز عبرها دائما و دون ان تحقق اختراقا حقيقيا و فعالا و مهما لدفاعاته التي عادة ما تمنع هزيمته هو ضرب من العبث..فالمنافسة دون ذلك كله لا طائل من ورائها و المنافسة بتحقيق بعض هذا دون بعضه هي منافسة ناقصة و لن تفوز فيها.
و كما يوجد تشابه في مباراة كرة القدم و الصراع السياسي في الاستراتيجية العامة فهناك تشابه ما في الاساليب أو التكتيكيات ، إذ لا يفرق أن تلعب:
بـ 4-4-2
أم 4-3-3
أم 4-2-3-1
فالمهم هو شل مفاتيح قدرة الخصم و إحراز الأهداف أي تحقيق الفوز في مباراة كرة القدم أو الحسم في الصراع السياسي، و لعل هذه الحقيقة التي لا جدال حولها تنهي اللغو الدائم حول أساليب و تكتيكات الصراع السياسي هذه الأيام و الذي يكثر النقاش حولها كل يوم بلا نتيجة.
و لذلك كله تفصيلات عديدة لكنها واضحة جدا و يمكن تلخيص أبرزها كالتالي:
-يجب دراسة الخصم جيدا عبر دراسة تاريخه و تاريخ صراعاته و متابعة حاضره كي تتوقع مستقبل سلوكه و أداءه في الصراع و كي تعرف مفاتيح و ركائز قدرته الدفاعية و الهجومية و مقدار كل منها... و من هنا تأتي أهمية المعلومات و تصنيفها و تحليلها.
-يجب دراسة نفس الشئ في فريقك لتحدد الخطط (استراتيجيات و تكتيكات) المناسبة لفريقك و المناسبة لقدراته و مهاراته الحقيقية سواء كانت هجومية أم دفاعية.
-يجب اصقال مهارات و قدرات فريقك بالتدريب الدائم و الحكمة المشهورة تقول "بذل العرق في التمرين يوفر الدم في الحرب" كما يجب ضم لاعبين جدد ذوي مهارات فائقة لفريقك كلما تمكنت من ذلك.
-السعي الدائم للفوز ، اذ لا زهد و لا وجود لزاهدين في قلب مباراة كرة قدم أو مباراة صراع سياسي اذ لو وجد طرف زاهد لانعدمت المباراة و لم تقم أصلا إذ سينسحب الزاهد من المباراة أما من يخض المباراة ثم يزعم الزهد فهو كاذب ، و من دخل المباراة ثم مارس الزهد فعليا فهو مجنون أو عابث.
-وضع الخطط الاستراتيجية و التكتيكية المناسبة لخوض المباراة في ضوء ما سبق كله، مع التحسب فيها لكل طارئ خارج عن الحسابات المتوقعة ، لأن خوض المباراة دون ذلك هو عبث بل جنون أو سفاهة و حمق.
-تجهيز اللاعبين الاحتياطيين المناسبين لخططك و توقعاتك و الطوارئ المختلفة للزج بهم في الوقت المناسب و في الخطوط المناسبة.
و هكذا تتشابه مباراة كرة القدم مع مباراة الصراع السياسي، فهل من صعوبة في فهم هذا؟؟
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: