المصالحة والحلم واﻻيمان(1)

منذ 2015-10-03

فوجئت بصديقي يقول هل لو كان فيه مصالحة مع النظام للإفراج عن كل المعتقلين تقبلها أم ترفضها ؟
فقلت له بسرعة: بالعكس ﻻ أرفضها مطلقا يا الله أرحب بها جداً وإن رأيت طريق صحيح سأسارع إليه بكل قوة ففرح صديقى وابتسم وقال هذا ممتاز وعكس ماسمعته من إشاعات البعض فقلت له يا صديقى:  السياسيون أى كان شكلهم وإنتماؤهم وإسمهم يجيدون الكذب والإشاعات ﻷن تربيتهم هى الصعود فوق أى شىء ولو على جثة أبيهم ونحن في ظرف تنفضح فيه معادن الناس لكن مهم جدا ياصديقى أن تقول لى أين المصالحة وماهى ؟
فصمت صديقى فقال توجد أفكار عند البعض واتصاﻻت ومشروع.
قلت له :جيد ولكن تعال نقف نقطة نقطة 
1_من الذين يعرضون المشروع هل النظام ؟ فقال بسرعة ﻻ مطلقا 
قلت له :إذن نحن أمام مشروع حسن نوايا من طرف واحد فأطرق وقال الحقيقة نعم 
2_قلت له :ماذا يقدم المشروع قال: تنازﻻت مقبولة وهذا واقع محزن للأسف 
قلت له؛ جيد .. كأنك تقول مشروع ممن يملك حق لكنه مهزوم فى اﻷسباب المادية
قال :بصوت منخفض صحيح
قلت له: وما الدافع للمنتصر أن يقبل منك أى إشارة بالتنازل أو التصالح 
قال :الحرص على استقراره فى أقل الأمور والأصل استقرار ووحدة الوطن
قلت له:  ممتاز النظام كما ترى يرى أن ثمن استقراره من الغرب هو فى قتل وسحق الإسلاميين ومحاربة الإسلام وتثبيت الدولة العلمانية المتطرفة 
فقال لكنه ممكن أن يقبل الإفراج عن المعتقلين على الأقل 
قلت له :  ياليت... أتمنى... لكن لماذا؟ و مقابل ماذا؟ وأنت مهزوم كما قلت 
قال يعنى مقابل عدم مشاركته في الحكم على اﻷقل .
قلت له بدون إجترار للماضى كان ممكن ذلك مع اﻻنقلاب فى 3 يوليو... ولكنك صممت على الحفاظ على المبادىء ودفعت ثمن غالى جدا جدا .
فصمت وانحدرت دمعة على عينه وقال:  ذكرتنى بأحبابي من الشهداء وعلا صوت نحيبه ثم قال: الحقيقة انا تعبت ومش عارف إيه الحل !
قلت له المصالحة والإفراج عن المعتقلين ووحدة الوطن واستقراره في ظل تداعيات كثيرة أتمناه اﻵن وليس الغد ولكن العقل والتاريخ والسنن تجعلنى أراه حلم يتمناه الكثيرون للهروب من تحمل ثقل وعبء تكاليف الواقع 
الحقيقة أن كل قادتنا في تاريخ مجدنا العظيم كانوا يتوجهون الى الله قبل التفكير في الأسباب ونحن نفكر ونسعى ونعمل بضعفنا البشري ثم نطلب من الله أن يتم حل .
نعم الحل مع الله السميع العليم الخبير البصير وهو على كل شىء قدير
قال كيف؟
قلت: الله عزوجل يقول فى كتابه الكريم  {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران 146]
للمقال بقية 
يتبع