وقفة مع حزب إيران في مصر

منذ 2009-04-12

لم يكن إعلان السلطات المصرية في السابع من أبريل، القبض على تنظيم شيعي له علاقة بحزب الله مفاجأة، فالمتابع للشأن المصري يعلم يقيناً بوجود تسلل شيعي إيراني إلى مواقع كثيرة في مصر...

 

لم يكن إعلان السلطات المصرية في السابع من أبريل، القبض على تنظيم شيعي له علاقة بحزب الله مفاجأة، فالمتابع للشأن المصري يعلم يقيناً بوجود تسلل شيعي إيراني إلى مواقع كثيرة في مصر...


صحيح أن هذا التسلل منذ فترة طويلة في مصر خاصة بعد ما سُمي بثورة الخمينى في عام 79، لكنه زاد بعد العدوان الأمريكي على العراق ولجوء كثير من الشيعة العراقيين لمصر، وظهور محاولاتهم الواضحة بنشر تشيعهم، وكانت أبرز المحطات هي محطة حرب يوليو 2006م في لبنان، ومحاولة ظهور حزب إيران بموقف بطولي، نشأ على أثره تفعيل حركة تعاطف جماهيري في مصر عن طريق بعض المؤيدين للحزب في الإعلام المصري، وشهدت نقابة الصحفيين المصرية تواجد لممثلي حزب إيران عبر ندوات عقدت في النقابة، وكان مستغربا جدا هو السكوت الحكومي على التسلل الشيعي العلني المناهض لدين الشعب المصري المسلم السني، وكان قمة التسلل هو تصريحات مفتى الديار حول الترحيب بما يسمى المذهب الشيعي، رغم أن الحقيقة أن لفظ مذهب هو تلاعب واضح، فالشيعة فرقة ضالة وقد قال فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية عندما سئل عن الشيعة الرافضة؟

ج1- هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً، يعادون خيار أولياء الله تعالى، من بعد النبيين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين، كالنصيرية والإسماعيلية، وغيرهم من الضالين.

ومع حزب إيران وتحديداً ما يثار عن القضية المذكورة لنا وقفات:

أولاً: بدايةً نتوقف مع ما جاء في البيان التأسيسي لهذا الحزب بعنوان (من نحن وما هي هويّتنا؟)...
عرّف الحزب نفسه فقال: "إننا أبناء أمّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسست من جديد نواة دولة الإسلام المركزية في العالم، نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد آية الله روح الله الموسوي الخوميني، نحن في لبنان لا نعتبر أنفسنا منفصلين عن الثورة في إيران"...
من الواضح العلاقة الوثيقة التنظيمية قبل الدينية بين الحزب وإيران، فهو ابن من أبنائها المطيعين، ومن ثم أي ادعاء ينفي علاقة الحزب بإيران فهو كذب أوضح من ضوء الشمس في منتصف النهار.

ثانياً: الحزب هو يد إيران والوجه الذي يتجمل بشعارات المقاوم،ة نجح في التسلل إلى الإعلام في مصر، وأوجد له طائفة من النافذين في الصحف والذين عملوا على خلط كل المعايير من أجل الترويج للحزب والفكر الشيعي في مصر، حتى وصل الأمر بالكذب على الشيخ شلتوت، وادعاء أنه قال أنه يجوز التعبد بالمذهب الشيعي، وهو ما نفاه مؤخرا الشيخ القرضاوي والشيخ أحمد العسال بصورة قاطعة، قائلين نتحدى من قال ذلك أن يأتنا بالمصدر، فنحن تلاميذ الشيخ شلتوت وأعلم الناس به فضلاً على أنه لا يجوز مطلقاً التعبد بالفكر الشيعي للخلاف العقدي والفقهي الواضح.

ثالثاً: عقب نشر الإعلان عن القضية، تبارى أنصار الحزب ومروجي فكره بتكذيب كل حرف في القضية بدون أي تدقيق، في الوقت اليى يهلل فيه بعضاً منهم للقبض على أي شاب مسلم ظلماً، ويفتحون صفحاتهم للحديث عن الإرهاب ونقد الفكر والدعوة السلفية.
ولا يفوتنى الإشارة إلى أن جماعة الإخوان انساقت وراء الحديث عن تلفيق القضية بدون الإشارة إلى وجود تسلل حقيقي للشيعة في مصر، ثم كانت المفاجأة عندما ظهر أمين الحزب ليؤكد أن المتهم سامي شهاب عضو بالحزب، وأنه كان ينقل دعما لأهالى غزة، ومع تلك القضية نقف عند عدة نقاط:
1- اعتراف الحزب بارسال عضو، هو اعتراف باختراق مصر وتجاوز قوانينها بوضوح، وينفي التلفيق، ويؤكد جزءاً مهما جداً في القضية بخلاف أنه يفضح كذب حسن نصر إيران عندما نفى أي اختراق للحزب في البحرين واليمن.
2- اعتراف نصر إيران أن سامي شهاب له علاقة بحوالي عشرة، يعطي دلالة على وجود حقيقي للتنظيم، ولكن الحكومة ربما بالغت في العدد مما أضعف شيئا ما من القضية، رغم حقيقتها التي أكدها نصر إيران بنفسه.
3- الخلط بين دعم المقاومة ونشر الفكر الشيعي والقيام بعمليات عدائية، أعطى لحزب إيران بطولة لا يستحقها في دعم المقاومة، وسمح بالحديث عن تلفيق القضية، ومن ثم ظهر نصر إيران يدعي شرف البطولة كذباً، والشيعة يزايدون في دعم المقاومة لجلب تعاطف جماهير السنة وإخفاء وجههم الشيعي القبيح المعادي لأهل السنة.
ومن المعلوم أن أهالى سيناء والعريش كلهم من أهل السنة، كانوا وما زالوا يدعمون إخوانهم في غزة بكل الطرق، ولا يحتاجون دعم لوجستي شيعي كان أولى أن يقدم للمقاومة عبر الجنوب البناني الذي يقف فيه الحزب حامياً لحدود العدو، وعندما أطلقت صواريخ دعماً للمقاومة أثناء العدوان على غزة نفى الحزب نفياً قاطعاً أي صلة بها...
4- يبقى الحكم على الوقائع الجنائية مرتهناً بمعرفة التفاصيل التي أعتقد أنه لم ينشر منها الكثير.

رابعاً: كان لافتاً جداً المتابعة الإعلامية لقناة الجزيرة للقضية! وهو ما لم يحدث مع قضايا كثيرة في الفترة الأخيرة اتهم فيها كثير من الشباب اتهامات عشوائية، وكان واضحاً تلفيقها ومع ذلك لم تعطها الجزيرة أي اهتمام مما يرجح أن التفاعل له علاقة بالخلاف المصري القطري، فضلاً عن الوجود الشيعي بالقناة مما يلقى بظلال على حيادية القناة.

وأخيراً...
وبعيداً عن الخلاف السياسي بين مصر وإيران...
الحقيقة الواضحة أن الشيعة نجحوا في اختراق أماكن كثيرة في العالم لنشر التشيع، وإحداث القلاقل كما حدث في اليمن والبحرين ومؤخراً في السعودية، وبالنسبة لمصر فحزب إيران موجود في مصر، وله عملاؤه المعروفين، والمطامع الإيرانية في مصر لن تتوقف، وذلك بسبب استغلال الشيعة للإعلام المسموح به للجميع إلا للإسلاميين، والضغط الأمني على الإسلاميين السّنة...
لذلك فالمواجهة الأمنية لها حدودها عند تجاوز القوانين، لكن مواجهة التسلل الشيعي بكل مخططه هو مهمة الدعاة والمثقفين الإسلاميين السّنة، الذين يجب أن يساندهم موقف سياسي قوي من الحكومات تجاه قضية المقاومة الفلسطينية خاصة، والعلاقة مع العدو الصهيوني فهما أكبر ثغرة سياسية يتسلل منها الشيعة بسبب ضعف الموقف الحكومي الذي يجب أن يعي أن حرية الدعاة هي أكبر ضمان للأمن القومي لأي بلد إسلامي.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام