ميثاق الله
ميثاق الله
الله تعالى حملنا أمانة التوحيد و أمرنا باعتقادها و حملها و توصيلها بصدق لمن بعدنا .
إنها أمانة التوحيد الخالص لله الذي يتضمن توحيد ( العبادة و الحكم و الاتباع) له وحده لا شريك له كما يتضمن (الكفر بما دونه سبحانه) و عدم تسويغ ( الشرك في العبادة و الحاكمية و الاتباع ) بأي صورة كانت
فلا صنم يعبد من دونه : لا يسجد و لا ينذر و لا يدعو الإنسان بدعاء إلا لخالقه .
و لا مشرع يحكم في الخلق إلا هو : فلا قضاء إلا بحكمه و لا تشريع أو برلمانات إلا في ظل شريعته وحده هي الحاكمة على ما سواها .
و لا اتباع إلا له سبحانه : فلا مناهج أرضية تتبع أو تقدم على منهج الله و على شريعته المتضمنة لكتابه و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ..فلا ماركسية و لا اشتراكية و لا ليبرالية و لا إلحاد .
ونفس هذه الأمانة المتضمنة لكمال التوحيد و النفي التام للشرك أمر الله تعالى بها سائر الرسل و أتباعهم .
قال تعالى :
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} . [النحل 36] .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
و بعث في كل أمة في كل قرن وطائفة من الناس رسولا، فلم يزل تعالى يرسل إلى الناس الرسل بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوح، وكان أول رسول بعثه اللّه إلى أهل الأرض، إلى أن ختمهم بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي طبقت دعوته الإنس والجن في المشارق والمغارب. { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت} فكيف يسوغ لأحد من المشركين بعد هذا أن يقول: { لو شاء اللّه ما عبدنا من دونه من شيء} ؟ فمشيئته تعالى الشرعية عنهم منفية لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله؛ وأما مشيئته الكونية وهي تمكينهم من ذلك قدرا فلا حجة لهم فيها، لأنه تعالى خلق النار وأهلها من الشياطين والكفرة وهو لا يرضى لعباده الكفر، وله في ذلك حجة بالغة وحكمة قاطعة، ثم إنه تعالى قد أخبر أنه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرسل، فلهذا قال: { فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} أي اسألوا عما كان من أمر من خالف الرسل وكذب الحق، كيف { دمر اللّه عليهم وللكافرين أمثالها} .أ هـ
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: