مع القرآن - ميثاق الله للجميع

منذ 2015-10-19

كلنا محاسب أمام الله  سبحانه
قص علينا في كتابه من قصص الأولين لنتعلم منها و نعتبر
لما أخذ الميثاق على بني إسرائيل و رأوا الجبل يرفعه الله فوق رؤوسهم فسجدوا و ارتعبوا بعدما تكاسلوا و أعرضوا .
عن ابن عباس : أنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا فسجدوا .
و بالرغم من ذلك تولوا بعد زوال الخطر و بعد  كل هذه الآيات 
فحذار ثم حذار يا أمة الإسلام أن نقع فيما وقع فيه من قبلنا 
علينا أن نعتز بميثاق الله (توحيده و شريعته ) و نأخذها بقوة و نحملها بأمانة و نؤديها بصدق .
قال تعالى :

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}  . [البقرة 63-64] .
قال السعدي :
يقول تعالى مذكرًا بني إسرائيل ما أخذ عليهم من العهود والمواثيق بالإيمان به وحده لا شريك له واتباع رسله ، وأخبر تعالى أنه لما أخذ عليهم الميثاق رفع الجبل على رؤوسهم ليقروا بما عوهدوا عليه ، ويأخذوه  بقوة وحزم وهمة وامتثال  كما قال تعالى : { وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأعراف : 171] الطور هو الجبل ، كما فسره بآية  الأعراف ، ونص على ذلك ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء وعكرمة والحسن والضحاك والربيع بن أنس ، وغير واحد ، وهذا ظاهر .
وفي رواية عن ابن عباس : الطور ما أنبت من الجبال ، وما لم ينبت فليس بطور.
وفي حديث الفتون : عن ابن عباس : أنهم لما امتنعوا عن الطاعة رفع عليهم الجبل ليسمعوا فسجدوا .
وقال السدي : فلما أبوا أن يسجدوا أمر الله الجبل أن يقع عليهم ، فنظروا إليه وقد غشيهم .أ هـ 
أبو الهيثم

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
حذر الموت
المقال التالي
تلك الرسل