طعم "الموت" وخجل "اللقاء"
"هو الموت عامل إزاى يا ماما؟!"
هكذا سألتها طفلتها الصغيرة المريضة في لحظاتها الأخيرة في الحياة قبل الرحيل! مريضة منذ ولادتها وتسمع عن الموت كثيراً ولكنها لا تفهمه ويبدو أن المحطة الأخيرة قد جاءت ... "متخافيش يا حبيبتي، حتروحي عند ربنا الرحيم، هو اللي خلقك وهو اللي بيحبك، خليكي هادية وكل شئ حيكون رائع، حتجري وتلعبي وتعيشي طبيعية وسعيدة زي أحلامك الجميلة اللي كنتي بتحكيهالي!" ... ثم رحلت الصغيرة بهدوء وكأنها "نائمة" في أحضان والدتها الطيبة!
...
كيف هو "الموت" يا رب؟! وبأي أرض ستنتهي الرحلة؟! وعلى أي حال سنلقاك؟! نحب لقاءك ونشتاق له ولكننا نخجل منك فعلا، نعمك كثيرة وعطاءاتك لا تحصى، وأعمالنا قليلة و"عثراتنا" كثيرة وبضاعتنا "مزجاة" ولا ملجأ منك إلا إليك! فاللهم إذا قدرت نهاية "الرحلة" فارحمنا وتجاوز عنا و آنس وحشتنا ... سنكون هناك، خجلين خائفين مرتبكين لا ندري ماذا نقول! أحببناك بصدق وأحببنا من يحبك وحلمنا وتمنينا كثيرا ... ولا رجاء ولا أمل إلا في عفوك ورحمتك ... عفوك ورحمتك فقط يارب!
مرةً أخرى ... عن طعم "الموت" وخجل "اللقاء"!
وسام الشاذلي
حاصل علي الماجيستير المهني والدكتوراة المهنية في إدارة الأعمال تخصص إدارة المشروعات
- التصنيف: