لا تظلموا سيد القمني !!

منذ 2009-07-15

فلا تنظروا لسيد القمني منفرداً، بل حين تراه تأمل جيداً على ظهره فلا بد أنك سترى آخر يمتطيه...

بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

كان سيد القمني، أو كان غير سيد القمني، في كل عام، ومع كل جائزة تمنح ـ في الداخل أو الخارج ـ يثور الناس، لوجود من هو أفضل، ولظهور بعض الخلفيات غير السوية في تحديد صاحب الجائزة.. المحلية أو الدولية.

ولذلك علينا أن ننشر ثقافة بين الناس مفادها أن تلك الجوائز لها معايير أخرى، وتتحرك لأهداف أخرى؛ فلا هي للأكفأ، ولا هي لإثراء الفكر الإسلام (أو العربي)، ولا هي لتشجيع المجتهدين من المفكرين أو التقنين. وعلينا في ذات الوقت أن نقيم بديلاً نتعارف عليه فيما بيننا، وليكن من خلال هذه المنابر الحرة المحايدة، هم يكرمون والصحف المستقلة ذات التوجهات السوية تكرم هي الأخرى، والقيمة المالية لا تعني الكثير، ولا حاجة في وجودها. أصبح هذا الطلب ملحاً الآن، فلا ندري بعد سيد القمني من سيأتي؟!!

سيد القمني حالة غريبة جداً في الفكر المعاصر، أقرب للكوميدية، بل للبلطجة الفكرية، سينمائي، يبحث عن الأضواء، بعد أحداث سبتمبر أعلن أنه مهدد بالقتل من قبل الإرهاب، ولما لم يلتف إليه أحد عاد من جديد. عاد يحمل زكريا بطرس إلينا، أو عاد بطرس على ظهر القمني!!

عاد بطرس يمتطي القمني، ويقول أتكلم من كتب (المسلمين)!!

وبطرس يكذب، وبطرس يخدع النصارى والمسلمين؛ فالقمني لا يؤمن بالله ولا برسوله!!

سيد القمني لا يرى قداسة لشيء في ديننا؛ فعنده لا مقدس من ديننا، وعنده المخلوق (المادة) وجِدَ قبل الخالق!!، وهذه من بديهيات الماركسية، ما يقال عنه (أولية المادة)، وعنده أن الإسلام من إفرازات الجاهلية، وعنده كم كبير من الكذب والدجل على كتب المسلمين. يكذب على ابن كثير وغير ابن كثير، يكذب ولا يستحي، ويحمل القمني على ظهره غير قليل من سخافات المستشرقين التي لم تعد تجد من يقرأها في بلادهم.

وسيد القمني يهتم به من يحاولون الطعن في الدين من النصارى والملحدين، ولذا تجد كتبه منتشرة في المواقع النصرانية والمنتديات الإلحادية.

سيد القمني ليس منا.. لا نعرفه.

سيد القمني لا يملك سوى الفظاعة في الطرح والمواقف.

لا تجد سيد القمني منفرداً أبدا؛ فدائماً هناك من يستعمله لشيءٍ آخر.

وزارة الثقافة أرادت أن تنال منصباً عالمياً (في شخص الوزير الحالي) فركبت القمني وصولاً إلى هذه الغاية، ومن قبل ترجمت عدداً من كتب من لا خلاق لهم وصولاً إلى هذه الغاية، وهذا هو السياق الحقيقي لإعطاء القمني جائزة الدولة.

وزكريا بطرس والنصارى عموماً أرادوا الطعن في الدين وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ فركبوا سيد القمني (وغيره) وصولاً لهذه الغاية.

فلا تظلموا سيد القمني.

ولا تنظروا لسيد القمني منفرداً، بل حين تراه تأمل جيداً على ظهره فلا بد أنك سترى آخر يمتطيه.

إن هناك من يصنع القمني ليمتطيه، وسل عن من يكرمه، وعن من ينشر له ويبرزه وستعرف صدق قولي.

على أن خطورة القمني ليست داخلية كما يتوهم البعض، أبداً؛ فكلنا نعرف أنه دجال، وكلنا لا يقبل قوله، ولكنها خارجية.

يُسَوَّق القمني (وأشباه القمني) في الخارج أو في الداخل بين الآخرين، على أنه حاصل على جائزة الدولة التقديرية، وبالتالي قوله الحق، ثم بعد ذلك ينشر على الناس أفكاره. وأحسب أن هذا هو الهدف الرئيسي.
لذا أعود لما بدأت علينا أن نقيم موازين أخرى، ومنابر أخرى نرفع عليها الطيبين ممن جاهدوا وصبروا.








المصدر: طريق الإسلام