كَذوب!
لا لن أفعل..
لن آتي وأذرِف الدّمع الهَتون وأَدَّعي أنّي أموتُ حُزنا.. أنّ لمثل هذا.. يذوب القلب من كَمَدٍ..!
لن أملأ الدُّنيا عَويلا وأُنَدِّد بأفعال الجُناة.. فأنا الجُناة.. وأنا القتيل.. وأنا من أغرَقَه في اليَمِّ وحَرَّقه بالبِرميل..
أنا الصَّموت وأنا الجَهول.. وأنا الذي أغلقت عيني وقيدت قدمي.. كي لا أرى أو أتبع الصراط المستقيم..
وأنا الذي قبلت طَوعا أن أحمل على أكتافي النخرة عُروش الفَراعين..
مالي وما للقضية.. تَكفيني قصيدة.. كلمة في الحب.. شعارات زائفة.. ولقمة هنية..!
مالي وما لمن أغرقوه ومَن حَرَّقوه أو من كالنعاج يذبحوه..!؟
دَعوني وملحَمَتي.. فأنا أَكِدُّ لكسب المال.. وتربية العِيال..
والنَّظر ألف ألف مرة.. قبل أن أخطو أي خطوة.. في الحال والمآل...!
صورة؟
ضعوها أنتم ونوحوا عليها.. ابكوا وثوروا.. داخل جحوركم.. اصرخوا ونددوا.. هللوا وحوقلوا..
ثُم عودوا آخر كل ليلة.. تَنَعَّموا في فُرُشكم.. تمتعوا بطعامكم.. والبسوا الحرير..!
أما أنا.. فَلا شيء في حياتي تَغَيَّر.. هي أيامٌ تَمُرّ.. شمسٌ تطلع ونَجمٌ يبزغ.. وللوَهنُ دور البُطولة..
والكُلّ إلى زوال..
ويكفيني أني أعرف نفسي حقا.. ولَست مثلكم.. كَذوب.
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف:
- المصدر: