عقيدتنا تأصيل وبيان - (1) عقيدتنا تأصيل وبيان
لماذا هذه السلسلة التأسيسيّة لدراسة العقيدة ؟!
** أولًا: لحاجتنا الماسّة إلى معرفة العقيدة الصحيحة، وأصول الدّين والإيمان، خاصةً هذه الأيام، التي ماجَت فيها الفتن بالمسلمين كموج البحر، وتوالَت على الأمّة النّكبات والخطُوب، وعزَّ الناصح، وقلّ الأمين، وصار كلٌّ يَهرف بما لا يعرف، وأُعجِب كلُّ ذي رأيٍ برأيه، وانتشَر أهل الأهواء والبِدع، بل وأسفَرت الرِدّة الجامحة عن وجهها، وكشَّرت عن أنيابها، وظهر الكفر البَواح، والشرك الصُّراح. فكان من الضروريّ الوقوف على حقائق ذلك !
** ثانيًا: كذلك كثُرَت الأحزاب والفِرق والجماعات، وصارَت الأمّة الواحدة، شِيَعًا وأحزابًا، كلُّ حزبٍ بما لديهم فرِحون، ولجماعتهم يتعصبون، وعلى الاسم والأفراد؛ يُوالون ويُعادون. يدَّعي كلّ حزبٍ وطائفة، أنه الحقّ المُطلَق لا غير، لسان حالِه ومَقاله: إلى الهُدى ائتنا. ونسِي أو تَناسَى أن الحقّ وإن كان واحدًا، إلا أنه في الأمّة مُفرَّق.
ووسط شباك هذه الأحزاب والجماعات المنصوبة، يقف المسلم تائهًا حائرًا، لا يَدري إلى أيّها يَذهب، وأحسن الأحوال: يجد نفسَه في أحضانها جميعًا يتقلَّب، مع هذه مرَّة، وتلك أخرى، كالرِّيشة في مَهبِّ الريح، أينما تُميلها الريح تَمِل.
فكان لزامًا إرشاد المسلمين وردِّهم، إلى العقيدة الأمّ، والمَنبع الأهمّ، وإخراجهم من الولاءات الضيِّقة، والحزبيّات المَقيتة، إلى سَعة الإسلام وبَحبوحة الإيمان !
** ثالثًا: إنها محاولة لترشيد وعي المسلمين، وبناء الشخصية المسلمة بناءً مُتماسكًا لا يتصدَّع، حتى تتكوَّن لدى المسلم حصانة ومناعة، تَقيه مصارع الغزو الفِكريّ، وتحميه من كلّ مُنزَلقٍ رَدِيّ. ولتكون حائط صدٍّ أمام الشُّبهات والشّهوات والفِتَن، ما ظهر منها وما بَطن.
** رابعًا: إنها محاولة لدعوة المسلمين من هنا وهناك، ولَمّ شَملهم على كلمةٍ سواء، تَجمع ولا تُفرِّق، وتُقرِّب ولا تُبعِّد – ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا -. ولتكون نواةَ خير، ومِعوَل بناء، وإحدى خُطوات السَّعي، للنصر والتمكين !
** خامسًا: إنها كلمة حقٍّ نَجهر بها، في وجه أهل الباطل، نَسرد خلالها مسائل العقيدة في شتَّى أبوابها بإذن الله، مُزيَّنةً بأدلّتها كتابًا وسنّة، ومُحلَّاة بفَهم وآثار السلف والأئمة، ونتعرّض خلالها كذلك لقضايا العلم المَقبور، والمسائل العقديّة الشائكة، والتي لطالما آثَر المُتصدّرون للعلم – إلا مَن رحِم الله -، طمسَها أو تحريفها أو الصَّمت عنها، مع حاجة المسلمين إليها.
** وأخيرًا: الأسباب لكتابة هذه السلسلة عدَّة، ولعلّ فيما قيل كفاية، وفي المذكور إشارة إلى ما لم يُذكَر.
ولا أدَّعي لنفسي من ذلك علِم الله، تمامًا ولا كمالًا، إذ إننا على العجز والنقص مَفطورون، وعلى الخطأ والنسيان مَجبولون، ولستُ عَلِم الله بذاك، ولا قريبًا من هناك، ولكنّي أنشُد خيرًا لنفسي وللمسلمين، وأبذُل لهم من النُّصح والعلم، ما أحسَبه هاديًا إلى صراطٍ مستقيم !
وحسبي من ذلك .. الغَيرة على الإسلام وأهله، والتعاون على البرّ والتقوى .. والخروج من ظلمات الجهل، وشؤم القعود، وذِلّة الكافرين .. إلى نور العلم، وبركة النهوض، وعزّة المسلمين !
وربنا الرحمنُ .. المُوفِّق والمُستعان !
أبوفهر المسلم
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: