يا شيخ الأزهر متى تتقي الله؟

منذ 2009-10-09

شيخ الأزهر بلغ من العمر 81 عاماً تقلد منصبه عام 1996 وقبله كان مفتياً من عام 1986، ومنذ أن تسلم منصبه مفتياً ثم شيخاً للأزهر ومواقفه الشرعية انقلبت..

شيخ الأزهر بلغ من العمر 81 عاماً تقلد منصبه عام 1996 وقبله كان مفتياً من عام 1986، ومنذ أن تسلم منصبه مفتياً ثم شيخاً للأزهر ومواقفه الشرعية انقلبت؛ بعد أن كان محرماً لفوائد البنوك أفتى بجوازها، وبعد كتابه عن بنو إسرائيل وأنهم أشد الناس عداوة للمسلمين صافح شيخ الأزهر عدو الله والمسلمين سفاك الدماء بيريز وهكذا..

ومؤخرا فى معهد ديني أثار حرباً على فتاة صغيرة، زهرة في مقتبل العمر في معهد ديني لأنها ترتدى النقاب!!!

وعندما نقف مع الواقعة نقف مع مهزلة تربوية، وسقوط لكل القيم والحقوق؛ فالشيخ هو شيخ الأزهر بمكانته العالية وسنه الكبير 81 عام، والمكان معهد ديني وليس معهد باليه، وعلى الطرف الآخر فتاة فى معهد لتلقي العلم الديني، تحب ربها وتتشوق للالتزام بكل أمر لله ولرسوله.

ولكن فجأة تهب عاصفة فيها فتنة وضلال كبير من شيخ الأزهر، تسقط أوتاد كل القيم والمكانة والسن والمكان والزمان والأحكام الشرعية والعلم بكلمات صارخة من شيخ الأزهر أن النقاب عاد،ة وأن الشيخ أعلم من الذين خلّفوا الفتاة!!!

هل انتهت الواقعة؟!... لم تنتهي فمن قبلها بيومين وزير التعليم يمنع المنقبات من دخول المدينة الجامعية، وقبلها بشهرين وزير الأوقاف يترك كل أعداء الإسلام وحرماته التي تنتهك ويصدر كتاباً بعنوان (النقاب عادة وليس عبادة)، وفى أوروبا ساركوزى فرنسا يمنع النقاب فى فرنسا، وبعد الواقعة تبارت ألسنة العلمانيين وأنصار التبرج والسفور تأييداً لشيخ الأزهر، وكان لافتاً دخول بعض النصارى معهم فى زفة التأييد والتطبيل لنشر الغواية والضلال، وانتقد بعض علماء الاسلام موقف شيخ الأزهر ومن ولاه من شيوخ الفتنة...

ويبقى السؤال المهم... لمصلحة من يشارك الأزهر فى الحرب على النقاب؟!... فى الوقت الذى تنتهك فيه الفضيلة والعفة علناً، ويدعى إلى السفور والعري ليل نهار، وشيخ الأزهر ساكت لا يتكلم، لمصلحة من مشاركة أعداء الإسلام فى حربهم على النقاب وكل علماء الإسلام يعلمون أن النقاب من الإسلام وليس عادة؟!!

لمصلحة من يهدم شيخ الأزهر سور الكرامة الذى تتحصن به الفتاة والمرأة المسلمة ضد الذئاب التي انتشرت في كل شارع وكل حارة، يدعهما طابور طويل من قنوات العهر، وفناني الإسفاف والرذيلة؟، وترعاهم وتؤجج شهواتهم تجارة المخدرات وقوانين وضعية تفتح الأبواب على مصراعيها للمنكر بحجة الحرية الشخصية وتغلقها عندما يتعلق الأمر بالمحافظة على الاسلام!!

ثم يا شيخ الأزهر أيهما أولى وأوجب أن تعترض عليه الفتاة الزهرة الصغيرة التي تحب الإسلام والالتزام بتعاليمه أم النسوة اللاتى يتبارين كل يوم فى حرب الإسلام مثل نوال السعدواي وايناس الدغيدي؟!!!

ومن اللافت أنه في ذات الوقت كان اليهود يدنسون المسجد الأقصى والشيخ لا يهب لنجدة الأقصى بل يهب صارخاً ضد النقاب!!!

الشعب المصري في حيرة من شيخ الأزهر؛ فكلما نظروا نحوه ليهب لنجدة الأمة وجدوه يسبح بعيداً!!، ولا ينسى المصريون يوم أن قامت فرنسا ضد الحجاب وأشعلتها حرباً ضد الحجاب ووقف المسلمون في العالم كله ضد القرار الفرنسي إذا بشيخ الأزهر يعطي صكاً للرئيس الفرنسي لساركوزي أن يفعل ما شاء ويمنع الحجاب!!!، فانفرجت أسارير ساركوزي؛ فقد وجد شيخا ليبراليا أكثر من الفرنسيين الذي اعترض بعضهم وقالوا أن هذا ضد الحرية الشخصية التي قامت عليها الثورة والتقاليد الفرنسية!!!

ويبقى السؤال الذي يتردد... متى يتقي الله شيخ الأزهر ويحسن خاتمته والعمر والسنوات تمضي وقد بلغ من الكبر عتيا؟!!!... 23 عامًا يخدم الحكومة المصرية في لإطاعتها وتنفيذ كل ما يخالف شرع الله فماذا يقول لله تبارك وتعالى عندما يسئله عن الأمانة التي حملها ولم يقم بحقها؟!!!... هل سينفع عندئذ أن يقول أنه كان موظفاً عند الدولة ينفذ أوامرها؟!!!

وأين تنفيذ أمر الله ياشيخ الأزهر وأنت الإمام والعالم بفتنك يضل الناس ورائك فماذا تقول لله {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} [سورة الدخان: 41].

وأخيراً إذا كنت تخشى الحاكم يا شيخ الأزهر فالله أحق أن تخشاه، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وأخشى أن تقول يوم القيامة {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [سورة الأحزاب: 67]...

اللهم سلم سلم وثبتنا على الإسلام وارزقنا حسن الخاتمة.

ممدوح إسماعيل محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com



المصدر: طريق الإسلام