مضايا تناديكم!
مَضايـا تناديكم فـمن ذا يُجـيبُها *** وقد سَـدَّ آفـاقَ الشـآمِ نَحيبُها؟
مدينة مضايا السورية في ريف دمشق محاصرة حصارًا غاشمًا ظالمًا من قبل مجرمي النظام السوري فأصبح معظم أهلها هياكل عظمية والعالَم المبارز ربَّه بالمعاصي ينظر بقلوب أشدّ قسوةً من الحجارة...
مَضايـا تناديكم فـمن ذا يُجـيبُها *** وقد سَـدَّ آفـاقَ الشـآمِ نَحيبُها؟
يجوعُ ويَعرى أهلُها ورجالُكم *** تَفيضُ بأموالِ البنوكِ جيوبُها
تنامُ على رُعْبٍ وتصحو بمثله *** وقد ضاق من هَولِ المُصابِ رَحيبُها
مَضايـا جراحٌ نازفاتٌ وحـسرةٌ *** وغـاراتُ طغـيانٍ تَشـظّى لَهيـبُهـا
مَضايا أنـيـنٌ أتـعـبَ اللـيـلَ رَجْعُه *** وأفـئـدةٌ أبـكـى النـجـومَ وَجـيـبُـهـا
ثَكـالـى وأيتـامٌ تعـالـى نَـشِـيـجُـهـا *** وأثقـلـت الـشيـخَ الحـزيـنَ كُـروبُها
بلادٌ نَعـاها الرُّعـبُ والجـوعُ حـينما *** تَوَلّى زمامَ الأمـرِ فـيها غـريبُها
أفي الشام أرضِ الخيرِ يُصبِح أهلُها *** جياعاً وتشقى بالضحايا دروبُها؟!
بـلادٌ رياحُ الخِـصْبِ فـيها نَـدِيّـةٌ *** يَـهُـبُّ عـليـها بـالـرخـاءِ هُـبـوبُـهـا
أيُعقَلُ أن تغشى المجاعةُ أهلَها *** ويمحو جمالَ الخِصبِ فيها جَديبُها؟!
مضايـا تناديـكم وقد مـات أهلُها *** وأصبحَ حَيْـرانَ الفـؤادِ لَـبـيـبُها
تنادي وغاراتُ النُّصَيريّ فوقَها *** وأحـلافُه شُـنّـتْ عليها حُروبُها
فهلّا أجبتم صـرخةً من جريحـةٍ *** يُلَذّعها جـمـرُ الأسى ويُذيـبُـها؟
إذا قصّرتْ في نُصْرة الحقِّ أمّةٌ *** تداعتْ مآسيها ، وربّي حَسيبُها
الرياض ٢١-٣-١٤٣٧
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
الشاعر المعروف أستاذ النقد الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود
- التصنيف: