الضمير الغربي
الضمير الغربي الذي استيقظ فجأة واستنكر إراحة الخلق من شرّ محرّض على الشر: نمر النمر لماذا عاد إلى عميق نومه؟! أين هو عن مذابح ديالي، وما قبلها وبعدها من مذابح العراق والشام ..
الضمير الغربي الذي استيقظ فجأة واستنكر إراحة الخلق من شرّ محرّض على الشر: نمر النمر
لماذا عاد إلى عميق نومه؟!
أين هو عن مذابح ديالي، وما قبلها وبعدها من مذابح العراق والشام ..
قديما كنا نردد قول الشاعر:
قتل امرئ في غابةٍ *** جريمة لاتغتفرْ
وذبح شعب مسلمٍ *** مسألة فيها نظر
فلنقل كذلك:
يصحو ضمير الغرب إن *** أُقيد بالعدل نمِرْ
وقتل شعب سورِيا *** والرافدين يَغتفِرْ
هذه أخلاق الغرب ونفاقه، ونحن لانرجوه ولانرجو من ورائه خيرًا لو كفّ خيره وشره وما عنده غيره لكففنا.
لكنه نصب نفسه حاميًا ومحاميًا عن حقوق الإنسان وأنشأ جمعياتها ومؤسساتها الأممية واحتضنها وألزم العالم بالانضواء والانضمام إليها ومن خرج عنها عدّه شاذًا فاذًّا متمردًا!!
فنحاكمه إلى ما به ألزم نفسه.
انظروا مثلاً إلى واحد من أكذبهم وأعظمهم نفاقًا الذي أصاخ العالم قبل توليه بخطاباته ومثله وقيمه وحماسه لخلاص الأرض من الجور والظلم وهو وقبيله الأسود من أشد من ذاق مرارة الظلم والاستعباد منذ قرون فأُعجب العالم والمسلمون بأبي حسين أعني البسطاء منهم، ومن الشيوخ الشعراء من نظم فيه القصائد، ورأى بعضهم فيه صورة من مالكم إكس ونموذجًا من مارتن لوثر!
وما كاد الأسود يجلس على أريكة البيت الأبيض، حتى طاش عقله وذهل فؤاده وكأنه ماصدق نفسه أنه على أريكة جلس عليها جورج واشنطن وأبراهام لينكن وودرو ويلسون وفرنكلين روزفلت، فنقض عهده وأخلف وعده وتنكر لمرشحيه؛ مع أنه كان بإمكانه أن يقلب أمريكا؛ إذ ما تهيأ لرئيس أن يدخل مجلسي شيوخ ونواب (كونجرس) ذوَي أغلبية ساحقة من حزبه الديمقراطي مثله!
فلا حقّاً نصر، ولا ظلماً قهر، بل هو الظلم والكذب الأشر، ولا أغلق معتقل غوانتنمو السبة والعار غير الوحيد في جبين دولته، وما عزّ الرفض بجرمه وقتله وسفكه كما عز في سنيّه الثمان وهو حليفه وحبيبه، ولا مارست أمريكا أبشع جرمها ومكرها وحربها القذرة عبر (الدرونز) كما حصل في عهده!
ولعل حسنة العلج الوحيدة وكله سوآت إماطة اللثام عن نفاق أمريكا فيما يتعلق بعلاقتها بإيران والرافضة عموماً عربًا وعجماً.
نفاق تكذّب أفعاله *** من العلج ما قاله أو يقولْ
فلو كان حيّا لشيّخه *** وكان له الطالبَ ابن سلولْ
محمد بن أحمد الفراج
محاضر في جامعة الإمام سابقاً
- التصنيف: