وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا
القاعِدةُ التي يَنبَغي أن تنطَلِقَ منها وإليها تَعود.. أنك هَشٌّ.. واهِن..
أنت ضعيف..! لَيست تُهمة.. أو تَنَقُّصاً أو سِبابا..!
هذه حقيقة.. ومفتاح حل مشاكلك أن تعترف بهذه الحقيقة..
لا تُحَمِّل نفسك مالا تُطيق.. ولا تَعتبر سَقَطاتك خَرقاً لِنَواميس الكَون..
أنتَ ضعيف.. كذا خُلِقت.. وبهذا شَهَد رَبّك في مُحكَمِ تَنزيله..
ما سَقَط الإنسان خلال عَثَرات الدُّنيا .. أو ابتلاءات الدين.. إلا لِضَعفه..
ومُكابَرَته في الاعتراف بذلك حيناً..
أو لِزَيغه عن طريق الاستعانة أحياناً أُخرى..
هي القاعِدةُ التي يَنبَغي أن تنطَلِقَ منها وإليها تَعود.. أنك هَشٌّ.. واهِن..
ما ظننت أنك تستمد قُوَّتك.. وقدرتك على البقاء والنِّزال منك أنت..!
لا تُصَدِّقهم.. قَلبُكَ يَئِنُّ من الألم.. يكادُ كَتِفك يَخِرُّ من ثِقَلِ الأحمالِ هَدّا..
والعَقلُ.. تنهبه الظنون..! ماذا فَعَلت.. لِمَ فَعَلت.. كَيف فَعَلت..؟!
هل وَفَّيت.. هل تقاعَست.. أم أنك حقاً تعبت..؟!
هل رَضوا.. أم سَخَطوا.. أم تَمُرُّ الحياة لا لَون لها..
سوى الشيبُ يَغزو مَفرقها..؟!
ماذا عنك..؟! هل أنت سَعيد.. راضٍ.. هانيءٌ قَلبُك..؟
أم أنك تسعى في دأبٍ كي تَحوز صُكوك السماح..
وهذا كُلّ شيء.. حتى يمَرّ ليل العمر..؟!
ماذا عن حَقّك أن تستريح.. أن تُفَكّر..
أن تبتعد عن طواحين الهواء و الأفكار قليلا..؟
أن تستمتع بمزية الضَعف التي وُهِبتَها..
أن تتوكل على من خلقك ضعيفا لتستشعر كماله وقوته..
أن تلوذ به وتسأله أن يَجبُرَك..؟
أن تتضرع بين يَدي الواحد الذي ضعفك بين يديه قوة..
وذُلّك عِزّة.. وفقرك وبضاعتك المُزجاة.. غِنى؟
ماذا عن وقفة وصَمتٍ مَقصود..
لإعادة كل شيء إلى نصابه..
وكلّ شاردة فِكرٍ وقلب.. إلى مُستَقَرّها..؟
إلى نَفض القلب والعقل واليدين من المخلوقين..
إلى حُبّ الدُّنيا بمن فيها وما فيها..
وتَوَقُّع كل شيء من سُكّانها.. هَوناً ما..؟
إلى ضَرب الجُذور في الأرض الوحيدة التي تستحق التعب..
والملك الوحيد الذي حَقّ له أن تخدمه بكل جوارحك...
إلى الآخرة.. وجَنّة الخُلد.. والأمَل في شُهود يوم المزيد..
ورؤية وجه الكَريم..؟
لمثل ذلك تتردد الأنفاس..
وعن رِضا تَفيض ..
وهذا هو النعيم..!
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف:
- المصدر: