فَليَقُل خيرا أو لِيَصمُت..! (2)
وتَأخُذك الحَمِيّة والغيرة على الدّينِ أحيانا فَتقطَع عُنُق أخيك ولو لَم تَكُن كَفّارة ذَنبه قَطع العُنُق..!
تَقتُلهُ شَذَرَا وتَنَكُّراً واستهجاناً.. تُذَكِّرهُ بِرَحمَة رَبِّه.. فَتَجِدهُ جامِدَ الوَجه لا يبينُ ولا يَلين..
تُخَوِّفهُ من عَذابِه.. فَيَبدو لَكَ وكأنه لا يَكتَرِثُ ولا يَهتَم.. ولا يَخاف..
فَتتوَلّى عَنه.. وأنت تتَعجَب.. أَي شَيطانٍ هذا.. وأَيّ كُفران..؟!
والحَقيقة أنه كافِرٌ حَقا..!
كافِرٌ بنفسه وصلاحها والأمل في أن تتغَيَّر..
كافِرٌ باستحقاقه بعد كل ما اقترف أن يُرحَم..
كافِرّ بقدرته على الاستقامة والتَطهر.. بعد أن تَلَوَّث كثيرا.. وسقط أكثر ..
كافِرٌ بالرجاء بلا خوف.. وبالقول بلا عَمَل..
كافِرٌ بالمُسكنات والورع الزائف..
كافِرٌ بِقوّته وقدرته على المقاومة وصَلب وهنه على أوتاد الصّبر والجهاد والمُصابَرة..
كافِرٌ بحياته بأسرِها.. ولربما احتاج منك تلك الدَفعة الصغيرة.. لِيُلقي بنفسه من أعلى الجبل كي يتفتت عند سفحه.. فقط.. ليرتاح من ذاك الألم والخوف والعذاب المُقيم..!
إن صادفك مثل ذلك.. فاعلَم أنه مريض.. ليس مجرد إنسانٍ عَصى..
دَأَبَ على خَدشِ جدار قَلبه حتى وَهن وتهاوى.. وصار عَبدا لشهواته ونَفسِه طَيّعا.. وما تبقى من قلبه ذَبيح..
وحيدٌ حتى الثُمالة.. لا أحد يَنفُذُ إليه كَي يُعينه.. ولا هو بقادرٍ أن يأخذ بِيَدِ نفسه..
فأصبح يرى استحقاقه للعذاب .. عين اليَقين..ويستَمرِؤُه ويشعر بالسلام لذلك.. وإن تَألَّم..
إن صادفته.. ومثله كثير.. فتَرَفَّق.. واصمُت.. وزِن حروفك البلسمية قبل أن تتكلم..
وتَعَلَّم كيف تُضَمِّد جُرحَه الصاخِب قبل أن تَلمَسه..
ولا تجعل هَمّك إقامة الحُجّة والبراءة منه.. واعلَم أنه جِدّ واهِن..
ولكن.. كُن عَوناً لَه ولو بِصَمتِك وابتعادك.. وتمثل قَول أرحَم من خُلِق..
« »رواه (البخاري ومسلم)..!
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف:
- المصدر: