د.عبد الحليم زيدان و بدائع التصرف في الأزمات
لا يزور مؤسس منهج الطريق إلى الحكمة الدكتور علي شراب تركيا إلا ويأخذ المفكر الدكتور عبدالحليم زيدان -رئيس معهد برامج التنمية الحضارية بلبنان- مساحة من اهتمامه وتواصله معه وعنايته بفكره وآرائه ورؤاه بصورة استشعرت على إثرها حرج الجهل بغزير علم وفكر الدكتور عبدالحليم , ناهيك عن فيض ما حباه خالقه من رفيع تواضع النفوس الكبيرة ؛ التي نحسب أن الله قد عافاها مما ابتلى به غيرها من آثار المنافسات والصراعات للحفاظ على صدارة الشاشات والكاميرات .
وصلت يوم الجمعة الموافق 3 جمادى الأول 1437 ه 12 فبراير 2016 م إلى الفندق الكائن بإسطنبول للاستماع والنقاش حول منهج الطريق إلى الحكمة الذي أتلقاه شفاهية من مؤسسه الدكتور علي شراب بعد أن حذته مكتوبا كما أسلفت بالذكر في سلسلة المقالات الخاصة به سابقا ؛ وأشارك في إعداده وتجهيزه ليخرج قريباً بإذن الله راجين من الله أن يجعله فتحا ونوراً للعالمين , وهناك كان اللقاء الثاني عدداً والأول معرفةً بهذه القيمة المعرفية والقامة الفكرية الدكتور عبدالحليم ؛ إذ كان محاضرا بالمحور التنموي بمؤتمر " نصرة الأقصى " الذي عقد بإسطنبول ؛ نظمته " الحملة العالمية لمقاومة العدوان " ، وقد كان اللقاء الأول معه في " المؤتمر العالمي للإغاثة في اليمن " لكنه كان لقاءً عابراً لم تتح لي الأقدار فيه شرف معرفة الرجل والتعلم والاستفادة منه.
كل إلف يلوذ بإلفه حتى الطيور على أشكالها تقع ؛ ربما تكون تلك هي الرابطة القيمية التي تجمع بين شخصية الدكتور علي شراب والدكتور عبدالحليم ؛ والتي لمستها حين قدمني إلى صنوه أو إلفه الدكتور عبدالحليم زيدان تقديم الذين حين تغشى مجالسهم , أو يقدر الله لك صحبتهم ؛ تعلم أن الحياة مهما كلحت وجوهها , وضاقت صحائفها بذوي الحاجات والضعفة القابعين على كراسيهم المتحركة أمثالنا –عافاك الله منها ومن كل سوء- , وأعرضت عنهم بمنصاتها ومؤتمراتها ؛ إثر الموقف والرأي في قادة وسياسة وفكر الجهات والكيانات المحتكرة لهذه المنصات ؛ تعلم أنها لن تخلو يوما من نفوس تسعد بإسعاد أولئك الجالسين على هذه الكراسي المتحركة ؛ والذين تقاس قيمة الحضارات والأمم بقدر احتفاءها بهم ومكانتهم فيها.
استقبل الدكتور عبدالحليم زيدان كلمات أخيه الدكتور علي شراب بفهم الكبار حين يتخاطبون فيما بينهم فهماً ورقياً وانسانياً ؛ فأجابه فعلاً وقراراً بأن تفضل مشكوراً بإدراج اسم كاتب السطور للمشاركة في المحور التنموي , الذي يديره الأستاذ الفاضل : زايد حماد , وذلك بالمشاركة في ورشة عمل ليوم كامل في اليوم التالي الموافق السبت 4 جمادى الأولى 1437 ه 13 فبراير 2016 تحت عنوان :
" بدائع التصرفات في الأزمات ؛ تحويل المِحنة الى منحة ، والأزمة الى فرصة ( منظور قيادي- إداري ) "
وقد تناول فيها نماذج وتطبيقات من سير الأولين , وقصص الأنبياء , والسيرة النبوية الشريفة , ومن التاريخ ؛ من ذلك قصة سيدنا يوسف , وموسى , وعيسى , عليهم السلام ، وبعض الأزمات التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية مثل حادث الطائف وما حدث فيها .
كان المعد سلفاً في عناوين الورشة من نماذج تطبيقية بين القديم والحديث أكثر من الوقت المتاح لورشة العمل التي كان عليها أن تناقش الرسالة والرؤية أيضا التي خرج بها المؤتمر في المحور التنموي في ضوء أهداف المؤتمر وغاياته.
ما الذي أنجزته الورشة وتحقق فيها ؟ وما رأي المشاركين فيها من خلال استيعابهم وفهمهم وتقييمهم الذاتي والجماعي ؟ وما هو رأي كاتب السطور فيها ؟ وما هو التطبيق العملي من وجهة نظرنا للمادة العلمية والفكرية التي تناولها الدكتور عبدالحليم زيدان في واقعنا الإنساني المعاش الذي بات يمثل أزمة على كافة الأصعدة والمجالات ؟ وما هي الإيجابيات التي رأيناها وعشناها على هامش المؤتمر ؟ كل ذلك وغيره نناقشه بإذن الله في مقالات لاحقة بعد التواصل مع الفريق المتميز المشارك الذي كان من بينه القامة الإسلامية العظيمة فضيلة الدكتور ناجح بكيرات ؛ المدير السابق للمسجد الأقصى , وكنا جميعا تحت رئاسة وإدارة الشخصية الأردنية الجميلة الأستاذ : زايد حماد ؛ وفقنا الله وإياكم للسداد والرشاد .
حسن الخليفة عثمان
كاتب إسلامي
- التصنيف: