ما الذي يحدث بسوريا والعراق وتركيا والسعودية الآن؟
قلنا سابقا مرارا أن لا خيار للسعودية سوى بإفشال مخطط إيران وروسيا بالمنطقة إما بدعم حاسم للمعارضة السورية والعراقية بأسلحة ثقيلة كثيرة ومضادات طيران متقدمة وكثيرة وتدريب عالي المستوى مع مساندتهم سياسيا، وإما ذلك مع تدخل بري مباشر محسوب وحاسم أيضا.
لكن كلا الأمرين يصطدمان بالسيطرة الأمريكية/الصهيونية على النظام الدولي فلو أذعنت السعودية وتركيا للنظام الدولي فلن تمدا الثوار إلا بما تسمح به أمريكا من سلاح ولن تدخلا سوريا بريا إلا إذا أذنت الولايات المتحدة بذلك.
لفترة وجيزة ظننت أن السعودية وتركيا تمكنتا من إقناع الولايات المتحدة بخطتهما ومن ثم سيدخلان بريا أو على الأقل سيمدان الثوار بسلاح ثقيل نوعي ومضادات طائرات تغير المعادلة خاصة أن غير ذلك هو خيار يهدد الأمن القومي التركي والسعودي، كما ظننت أنه مع أن الولايات المتحدة غير موافقة على المخطط التركي السعودي فإنها قد تكون غير مصممة على مخططها الخاص بالمنطقة بما يسمح لها بأن تغض الطرف عن تمرد تركيا والسعودية بشكل عابر على هيمنتها وظننت أنهما سيتمردان ولو لبعض الوقت عليها قليلا لأن نجاح المخطط الإيراني يدق مسامير عدة في نعش النظامين السعودي والتركي الحاليين، إلا أن الذي ظهر لي في الأسبوع الأخير هو أن تركيا والسعودية لا يملكان إرادة التمرد على الولايات المتحدة رغم الخطر الداهم عليهما، كما أن الولايات المتحدة مصممة على مخططها في المنطقة بشكل يجعلها لا تقبل أي درجة من درجات التمرد من السعودية أو تركيا.
هناك إشكاليات عديدة يثيرها هذا الموقف مثل ماهية إمكانية تمرد أي جهة بما فيها تركيا والسعودية على أمريكا وأثر ذلك اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وسياسيا على من يتمرد، وما مفهوم هذ التمرد ودرجاته ودرجات ردود الأفعال عليه، وهذا وغيره قد نتعرض له بالتفصيل في مناسبة أخرى إن شاء الله.
هامش:
هناك إشاعات لم تتأكد صحتها عن نقل سلاح نوعي لثوار سوريا عبر تركيا، ولكن لم يظهر مدى صحة هذا حتى الآن.
عبد المنعم منيب
صحفي و كاتب إسلامي مصري
- التصنيف: