أصغر من د.العريفي وأكبر من السيستاني

منذ 2010-01-16

لقد كان التوقيت مدروساً للتغطية على تفجيري المرقدين التي قامت بها عناصر استخباراتية مجاورة للعراق...


احتل الإيرانيون حقل الفكة وحركوا الحدود بالاتجاه العراقي، وشرعوا في تقنين سرقتهم للنفط العراقي مع خيانة بعض الأطراف العراقية لوطنهم، وتضييعهم لأمانة الشعب العراقي، وتواطؤ غريب من أركان الطغمة العراقية النافذة، ونشرت الوثائق تبين أن الترتيب قد تم بليل لتحريك قضية الحدود المنتهية باتجاه تأبيد العدوان الإيراني وسرقته لمقدرات العراق، وأنزل العلم الإيراني بعد انتقادات شعبية من فوق البئر الرابع في حقل الفكة بمحافظة ميسان الحدودية لكن ظل الجنود الإيرانيون مسيطرين عليه؛ فأطلق محافظ ميسان صرخته الهادرة: إن "التجاوزات التي صدرت من رجل الدين السعودي محمد العريفي بحق السيد السيستاني تمثل إساءة كبيرة للشعب العراقي ومحاولة لشق صفوف العراقيين وزرع الفتنة الطائفية بينهم"، مبينا أن "هذه الإساءات تزامنت مع ذكرى تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء ما يدل على أن توقيتها كان مدروسا".. فيالحمرة الخجل!!


المحافظ لدى احتلال الإيرانيين لثروات بلاده "شدد على ضرورة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة وتفعيل اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين"، لتموت قضية بلاده، ولا غرو؛ فبلاده كلها محتلة إن من الأمريكيين أو من الإيرانيين؛ فلا ضير من ضياع الفكة بعد أن ضاع البلد كله بـ"حكمة" الزعيم الشيعي الإيراني صديق بريمر، وكيف يكون لجرح الفكة بعد الموت إيلام؟!

نعم، لقد كان التوقيت مدروساً لتصدير خيبة أزمة الفكة والتواطؤ والانهيار القيمي والأخلاقي بعد السياسي فيها إلى خطبة جمعة في الرياض، وحشد الجموع النافذة في العراق للنفخ في مسألة بسيطة، وافتعال لطمية جديدة تنسي البسطاء مصيبة العراق.

نعم، لقد كان التوقيت مدروساً للتغطية على تفجيري المرقدين التي قامت بها عناصر استخباراتية مجاورة للعراق، عندما بدا أن الإعلامية الشهيرة أطوار بهجت قد كشفتها، قامت ميليشيات الصفوية بقتلها بطريقة شديدة البشاعة والترويع.


إن الشيخ الدكتور محمد العريفي قد هالته أبعاد المؤامرة عندما زار الجنود الأبطال على الجبهة الجنوبية، وقرأ فتاوى التكفيريين الصفويين ومنهم الزعيم الهارب إلى لندن لدى إهانة النجف وكربلاء، ومكفري السبعين ألف صحابي، ومنهم الزعيم المحرك لـ"المقاومة الميتة" للاحتلال؛ فصرح بما انتهت إليه قناعته الحرة.

وصحيح أن التوقيت كان مدروساً، لكن من الطرف الذي ساءه أن يرى العلماء على خط الجبهة جنباً إلى جنب مع الضباط والجنود البواسل؛ فارتعدت الفرائص وتحركت الخيوط التي باتت مرئية لا تخطئها عين الشمس.

جزى الله الشدائد كل خير؛ فلقد كشفت التنظيم الدولي بجلاء للطابور الخامس ضد الأمة جميعاً، وفضحت كل الأقلام المبثوثة في كل صحف الخليج تقريباً بإرادة أمريكية إيرانية مشتركة، وتبين للجميع من يدافع عن الإسلام عند الكريهة حقيقة، ومن يتاجر باسم الإسلام وعينه على أموال الخمس وجيوب البسطاء، مؤججي الفتنة وحملة نيرانها "المقدسة"..

وعسى أن تكون العيون الساهرة قد رصدت هذا التداعي من كل أنحاء العالم، وتضافر الجهود، وتبادل الأدوار، وأدركت لمن تنصرف كل هذه الولاءات ولمن تنعقد الألوية، وكيف دخلت بلاد الجزيرة جميعها دائرة الاستهداف مثلما كانت من قبل إبان الفرس والروم.


أو تعلمون، عندما اخترقت إيران حدود العراق ـ وكثيراً ما اخترقت ـ واحتلت حقل الفكة، ماذا قال الناطق باسم "المجلس الإسلامي الأعلى"؟!، قال عبد الأمير الغزالي وقتها: "مسألة بئر الفكة تدفع باتجاه مناقشة كل التجاوزات التي تعرضت لها أراضي البلاد ومن بينها تجاوز السعودية والأردن".. نعم؛ فالسعودية هي التي تحتل بلاد العراق الآن بنظره!!

المسألة في الحقيقة مع كل ما نراه من جموع وهيئات صفرية منددة بما قاله د.العريفي أكبر بكثير من السيستاني، وأقل من الشيخ على الدوام.

24/1/1431 هـ
المصدر: موقع المسلم