أحصاه الله ونسوه
{ أحصاه الله ونسوه}
يعصي ابن آدم ربه ، فإن كان لديه بقية من خوف ووجل ظل يتربص بنفسه زمانا ينتظر حلول العقوبة المعجلة ، وربما لا يرى شيئا ، وإنما ستر الله وعافيته ونعم تتوالي وفضل ينهمر . فيغره ذلك فيعاود الذنب كرة تلو أخرى .
ومع طول الأمد ينسى الذنوب القديمة ، ويظن أن صفحتها قد طويت وأنه غير معاقب عليها ، فلا يجدد توبة أو إنابة لربه ، وياله من مسكين غافل ، فهذا الذي نسيه قد أحصاه الله { أحصاه الله ونسوه} وكل شيء مسطور ومكتوب {وكل صغير وكبير مستطر }
وسوف تحدث الصدمة المزلزلة حينما يرى الجميع كتابه لم يترك شاردة ولا واردة ، ولا صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
{ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ولا يظلم ربك أحدا}
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: