نحو مشروع (إسلامي سُني) مواجِه
في زماننا المعاصر، وداخل عالمنا الإسلامي، بل في منطقتنا العربية على وجه الخصوص، يتنافس اليوم أويتصارع عدد من المشروعات المعادية على أرضنا، لإذلال كرامتنا واقتسام ثرواتنا وانتهاك مقدساتنا، ومسخ هويتنا -نحن المسلمين السُنة- نعم، نحن المسلمين السنة، فهما كانت غرابة هذه الحقيقة على بعض الأذهان والأسماع، فهي واقع الأحداث منذ نحوقرن من الزمان، فمع قليل من التأمل سنجد أن كل المشروعات المعادية في المنطقة وما حولها لا تستهدف في الأساس سوى الإسلام السني.
في زماننا المعاصر، وداخل عالمنا الإسلامي، بل في منطقتنا العربية على وجه الخصوص، يتنافس اليوم أويتصارع عدد من المشروعات المعادية على أرضنا، لإذلال كرامتنا واقتسام ثرواتنا وانتهاك مقدساتنا، ومسخ هويتنا -نحن المسلمين السُنة- نعم، نحن المسلمين السنة، فهما كانت غرابة هذه الحقيقة على بعض الأذهان والأسماع، فهي واقع الأحداث منذ نحوقرن من الزمان، فمع قليل من التأمل سنجد أن كل المشروعات المعادية في المنطقة وما حولها لا تستهدف في الأساس سوى الإسلام السني.
الصورة صارت عكسية بالنسبة للمسلمين السُنة الذين يمثلون عموم الأمة، فبعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، وكانوا عنواناً للمجد والقوة، وعندهم حواضر العمران وحواضن الحضارة، وبعد أن كانت منارات العلم ومشاعل النور تتلألأ في آفاق بلادهم، صاروا -اختصاراً- على العكس من ذلك كله، إذ تحول عموم المسلمين الذين يمثلون أهل السنة غالبيتهم إلى كيانات بلا مشروع، بل بلا مشروعية، خاصة بعد أن تسلطت عليهم الحكومات العلمانية التي قامت على أنقاض الخلافة التركية، فوزعت تلك الحكومات بعلمانيتها عمالتها بين مختلف المشروعات المعادية للأمة، فهل تصورنا ذلك ونحن نتحدث عن المشاريع؟
هل تصورنا أن الأمة -في ظل العلمانية- لم تكن فاقدة لمشروع راشد خاص بها فحسب، بل صار العلمانيون يوظفون إمكاناتها ومقدراتها ومستقبل أجيالها لدعم مشروعات أعدائها؟!
ربما تكون هذه هي الحقيقة الأكثر مرارة من حقيقة غياب المشروع الإسلامي السني لنحو مائة عام أويزيد.
نحن أمام حقيقة تقول: إن كل أمة غير قادرة على السير في إطار مشروع يقود إلى كيان جاد قوي جامع، ستظل بلا حاضر ولا مستقبل ولا تمكين، في حين أن الأمم التي تقطع طريقها ضمن مشروع خاص بها ستصل حتماً إلى مرحلة الكيان، ضمن المكان والزمان الذي تنشط فيه، مهما كان فقدها أوفقرها في الرصيد بين الأمم عبر التاريخ.
وتجارب الشعوب في ذلك أكثر من أن تُحصَر، فأين كان الأمريكيون - الشماليون والجنوبيون؟، وأين كان الاستراليون واليابانيون والكوريون؟ بل أين كان -حتى عقود قليلة- اليهود والأمان؟ بل الإيرانيون أنفسهم، قبل أن يفرضوا مشروعهم ومشروعيتهم على العالم؟!
ولما كان لكل أصحاب ملة أونحلة في عصرنا وقبل عصرنا مشروعهم الخاص بهم والمنطلق من عقائدهم وأيديولوجياتهم دون مواربة أواستخفاء أواستخذاء، كـ (المشروع الصهيوني اليهودي)، و(المشروع الغربي المسيحي)، و(المشروع اليساري الشيوعي)، و(المشروع الإيراني الشيعي)، و(المشروع القومي العربي العلماني)، و(المشروع الكردستاني القومي العلماني)، فكذلك يجب أن يكون لأهل السنة مشروعهم الخاص بهم والمعلن باسمهم ووصفهم والمنطلق من عقائدهم وخصائص طائفتهم التي نطق الوحي المعصوم بأنه لا ملة ولا طائفة على الحق الكامل غيرها.
- التصنيف:
- المصدر: