تجويع الفلوجة يفضح حقد الرافضة والأمريكان
لا يكاد المتابع لوسائل الإعلام الغربية -وحتى العربية الموالية منها للغرب- يسمع صوتًا عن الجريمة الإنسانية التي ما زالت تحصد أطفال ونساء ورجال مدينة الفلوجة العراقية السنية منذ أكثر من عام وحتى الآن، فالمجرم المسؤول عن هذه الجريمة يحاول طمس وحشيته والتكتيم الإعلامي عليها قدر الإمكان، حتى لا يظهر وجهه الحقيقي القبيح الذي ما زال يحاول ستره بغربال ما يسمى حقوق الإنسان!
لا يكاد المتابع لوسائل الإعلام الغربية -وحتى العربية الموالية منها للغرب- يسمع صوتًا عن الجريمة الإنسانية التي ما زالت تحصد أطفال ونساء ورجال مدينة الفلوجة العراقية السنية منذ أكثر من عام وحتى الآن، فالمجرم المسؤول عن هذه الجريمة يحاول طمس وحشيته والتكتيم الإعلامي عليها قدر الإمكان، حتى لا يظهر وجهه الحقيقي القبيح الذي ما زال يحاول ستره بغربال ما يسمى حقوق الإنسان!
إلا أن رائحة الموت جوعًا التي تفوح من مدينة الفلوجة، ومنظر جثث الأطفال الثلاثة وأمهم التي انتُشلت منذ أيام من ضفاف نهر الفرات، بعد محاولتها إنقاذ فلذات كبدها من شبح الموت جوعًا الذي يهددها ويهددهم بسبب الحصار الذي تفرضه العصابة الصفوية بالتنسيق مع الشيطان الأكبر.. فضح الحقد الرافضي الأمريكي الدفين في أعماق الغزاة وأعوانهم من هذه البلدة المقاومة العصية على الخنوع والاستسلام.
إن التاريخ الحديث يثبت أن الفلوجة كانت من أكثر المدن العراقية مقاومة للاحتلال الأمريكي، بينما كان أتباع ملالي قم يقايضون المحتل على خيانتهم وتسهيلهم احتلال العراق، ولم يترك الاحتلال الأمريكي حينها سلاحًا فتاكًا من قبيل الفسفور الأبيض والنابالم واليورانيوم المخضب.. إلا وقصف به هذه المدينة السنية، ومع ذلك فإن حقده على أهالي الفلوجة لم ينفذ بعد، فسلط عليها أحد كلابه المسعورة ليكمل تفريغ حقده على هذه البلدة.
والحقيقة أن الأمريكان قد وجدوا في الرافضة -الحشد الصفوي- ضالتهم، حيث إن حقد هؤلاء على الفلوجة -وأهل السنة عمومًا- قديم قدم إطاحة السلف الصالح بما يسمى (امبراطورية فارس) في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبدأت عملية استئصال وتصفية وتهجير ممنهجة لأهل السنة عموما والفلوجة على وجه الخصوص تحت شعار (اجتثاث) البعث، الذي لم يطبق إلا على أهل السنة فحسب، بينما كان بعثيوا الشيعة في مأمن من الاجتثاث، بل تمت إعادة تأهيلهم بعد أن احتضنتهم الأحزاب الرافضية!
لم يك هذا القتل والتهجير كافيًا لإطفاء نار الحقد في قلوب الرافضة والأمريكان ضد مدينة الفلوجة على ما يبدو، فبدأ الحشد الصفوي بفرض حصار خانق على أكثر من 100 ألف ممن تبقى في المدينة جلهم من الأطفال والنساء، في محاولة لقتل أهالي المدينة بشكل بطيء تحت شعار استعادة المدينة من (داعش)!
ولا أحد يعلم حتى الآن إن كان دخول التنظيم المدينة منذ عام 2014م بزمن قياسي و بدون أي مقاومة تذكر من قبل ما يسمى (قوات الجيش والأمن العراقية) كانت مقصودة لإبادة المدينة واستباحتها بذريعة إخراج (داعش) منها فيما بعد! فالقصف الصفوي الحكومي وكذلك قصف التحالف الدولي المتواصل لم يستهدف يوما مراكز (داعش)، بل استهدف تحديدا أهالي المدينة وأدى إلى مقتل الآلاف منهم، كما خلّف جيشا من المعاقين والأرامل والأيتام حسب بيان هيئة علماء العراق.
والحقيقة أن المتابع لجرائم الرافضة ضد سنة العراق بالتنسيق مع الأمريكان، يلاحظ محاولة إدراجها تحت مسميات كاذبة متقلبة حسب ظروف الزمان والمكان، فبينما كانت ذريعة قتل سنة الفلوجة وغيرهم بعد خروج المحتل الأمريكي (اجتثاث البعث)، أضحت اليوم (اجتثاث التكفيريين والموالين لداعش)، وهو شعار يشمل كل سني عراقي لا يرضى بالخنوع والاستسلام للاحتلال الصفوي لبلاده.
وعلى الرغم من ارتفاع أصوات أهل السنة المنددة بتزايد ظاهرة محاصرة المدن السنية في المنطقة، بدءُا من مضايا السورية وأخواتها، وصولًا إلى محاصرة الحوثيين لتعز، وليس انتهاء بالفلوجة العراقية.. إلا أنها تبقى أصواتا خافتة ضعيفة ما دامت مقتصرة على إصدار البيانات وتصريحات التنديد والاستنكار، ولم تنتقل إلى رفع الحصار بقوة السلاح و الاقتصاد.
ولعل من بين أهم الأصوات التي فضحت الحقد الرافضي الأمريكي على الفلوجة السنية هيئة علماء المسلمين في العراق، التي أصدرت بيانًا اعتبرت فيه أن المدينة تتعرض لجريمة حرب بكل ما لهذه الكلمة من معان وأبعاد؛ مشيرة إلى انتهاج حكومة العبادي نهجًا إجراميًا باستخدام التجويع وسيلة من وسائل الحرب الظالمة على أبناء المدينة الذين حالت ظروف قاهرة بينهم وبين الخروج منها، و مؤكدة أن أهالي المدينة أصبحوا بين مطرقة القصف المدمر وسندان فقدان الممرات والملاذات الآمنة.
كما أعربت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي عن قلقها من الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة الفلوجة.. ناهيك عن تنديد مجموعة من البرلمانيين العراقيين ما وصفوه بصمت المجتمع العربي والإسلامي والدولي على ما اعتبروه (جريمة الإبادة الجماعية) التي تتعرض لها مدينة الفلوجة.
وكان مركز جنيف الدولي للعدالة اعتبر قبل أيام صمت الأمم المتحدة عن الحصار الشامل على الفلوجة منذ أشهر، يجعلها مشاركة في ما يحصل من موت جماعي لسكانها وجريمة (الإبادة الجماعية) التي تحصل فيها..
والحقيقة التي بات يعلمها الجميع أن القلق والتنديد وبيانات الاستنكار -وإن كانت أفضل من الصمت- لم تعد تجدي نفعًا مع عدو أعلن بوقاحة عن حقده الدفين على أهل السنة عمومًا، وعلى الفلوجة ومثيلاتها على وجه الخصوص، ولذلك فإن قوة السلاح العسكري والاقتصادي باتت اليوم أصدق إنباء من التنديد والاستنكار.
د. زياد الشامي
- التصنيف:
- المصدر: