يخربون بيوتهم بـ "كنيس الخراب"
منذ 2010-03-23
كنيس الخراب يقع بقرب الجدار الغربي للأقصى على أرض وقفية إسلامية بجانب المسجد العمري الكبير في (حارة الشرف) التي استولى عليها اليهود وصارت اليوم (حارة اليهود)....
كنيس الخراب يقع بقرب الجدار الغربي للأقصى على أرض وقفية
إسلامية بجانب المسجد العمري الكبير في (حارة الشرف) التي استولى
عليها اليهود وصارت اليوم (حارة اليهود)، يزعم اليهود أن افتتاحه هو
الخطوة العملية لبدء بناء الهيكل الثالث على أنقاض الأقصى، يعود
تاريخه للقرن الـ18م عندما قام اليهود من بولندا (الأشكيناز) في عام
1700م برشوة عمال الدولة العثمانية ليقوموا ببنائه، وفي عام 1721 هدمه
العثمانيون لعدم دفع الضرائب، ولذا سمي بكنيس الخراب، وأعيدت الأرض
لأصحابها، وهم عائلة فلسطينية من آل البكري، وفي عام 1864م تمكن
اليهود من بنائه من جديد بعد عدة محاولات، وفي 1948 هدمه الجيش
الأردني بقيادة عبدالله التل لكون عصابات "الهاجانا" اليهودية
استعملته معسكرًا لها، وفي 2006 بدأ العمل فيه، بخطوات بطيئة وبصمت،
وفي ظل غفلة من العرب، لينضم للكنس اليهودية الـ 60 التي تم بناؤها
بالقدس منذ 1967م مكان الأوقاف، إلا أنه يختلف عن بقية الكنس بكونه
مقبَّب، وهو أمر غير معهود بالعمارة اليهودية، في محاولة لسرقة التراث
الإسلامي وتحريفه المشاهد وتزوير الحقائق على الأرض، كما أن ارتفاعه
لـ 24 مترا يؤدي لإخفاء معالم المسجد الأقصى، ورُسم بداخله المسجد
الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح على أنها جزء من التراث اليهودي،
يعتبره اليهود خطوة وبشارة لبناء الهيكل الثالث المزعوم بناءً على
رؤية ونبوءة لأحد الحاخامات المعروف بـ"جاؤون فيلنا" في القرن الثامن
عشر ميلادي، والتي ادعى فيها أن بناء المعبد (الهيكل) يكون في النصف
الثاني من الشهر الثالث من العام 2010م، وأنه يكون بعد بناء معبد
حوربا (كنيس الخراب).
رؤيا أم إلقاء شيطاني قبل 200 عام أصبح جزءا من عقيدة! قبل
أسابيع سمحت سلطات الاحتلال بوضع لوحات إعلانية على حائط البراق الذي
ربط النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ الدابة فيه في رحلة الإسراء، والذي
يسمونه (المبكى)، لتبدأ حملة لفت نظر للقيمة الدينية والتاريخية
للهيكل بدلاً من حائط (المبكى)، تتغير العقائد والقداسات وفقاً
للأوهام والخرافات.
يعلن اليهود عن الافتتاح، ويعلن قبل ذلك وزير داخلية العدو "إيلي
يشاي" عن خطة بناء 1600 وحدة استيطانية لغلاة المتطرفين في القدس،
أثناء زيارة "جو بايدن" نائب الرئيس الأمريكي. هذا الإعلان يتزامن مع
اقتراب انعقاد مؤتمر "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية"
المعروفة باسم "إيباك"، والذي تدخل مباشرة ليعبر عن قلقه من تصريحات
المسؤولين الأمريكيين الذين لا يسعهم إلا الاستجابة، ثم يؤكد رئيس
وزراء العدو "بنيامين نتنياهو" مواصلة الاستيطان في القدس. إنها
باختصار سياسة "ديفيد بن غوريون" - البولندي - مؤسس الكيان التي عبر
عنها بقوله: "لا معنى لإسرائيل بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون
الهيكل" وهذا ما يتبناه اليهود حتى اليوم.
إن على كل مسلم أن يسعى لنصرة المسجد الأقصى المبارك بإيضاح ما
يجري من مؤامرة ضده إلى كل مسؤول، وإلى كل وسيلة إعلام، والسعي لدعم
صمود إخواننا في القدس، وكذلك رفع الحصار عن غزة التي مضى على حصارها
أكثر من ألف يوم حتى بلغ عدد شهداء الحصار خمسمائة، بمعدل شهيد كل
يومين.
وأخيراً إن كان ابن القيم - رحمه الله - عجب من تلاعب الشيطان ببني إسرائيل عندما عبدوا العجل وكيف أنهم اختاروا أبلد الحيوانات، وأقلها دفعا عن نفسه، بحيث يضرب به المثل في البلادة والذل فجعلوه إلهًا، فإنه يحق لنا أن نعجب من تسميتهم لهذا الكنيس بـ"الخراب"، وليس الإعمار، وكأنهم يشيرون - من حيث لا يشعرون - لمغبة وعاقبة ونتيجة مساسهم بمقدسات المسلمين، وهي خراب دولتهم، كما وصف الله عز وجل حال أسلافهم مع رسول الله صلى عليه وسلم، فقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ } [سورة الحشر:2].
إنهم بجريمتهم هذه أيقظوا خير الأمم، الأمة المنصورة، التي
أورثها الله هذه الأرض المباركة، كما ورثت الانتصار لأنبياء الله من
قتلة الأنبياء، وجمعهم الله في ذات الأرض، ليكونوا على موعد مع من
يسومهم سوء العذاب، قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ
لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ
سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ
لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [سورة الأعراف:167]، قال ابن كثير - رحمه الله:
{لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ} أَيْ: عَلَى الْيَهُود، قال القرطبي -
رحمه الله - {مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} : أُمَّة مُحَمَّد
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَظْهَر; فَإِنَّهُمْ
الْبَاقُونَ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة .
لا أظلم منكم معشر يهود بحرمانكم للمسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [سورة البقرة:114].
موقع المسلم
المصدر: زياد المشوخي
- التصنيف: