فروانة : إجراء عملية " استئصال الرحم " للأسيرة " أمل جمعة " في ظروف قاسية

منذ 2010-03-25

أكد فروانة بأن التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال الإسرائيلي هو نهج ثابت في التعامل مع الأسرى والأسيرات ، وممارسة مؤسسيةً يشارك فيها كل من يعمل في المؤسسة الإسرائيلية بدون استثناء ، بمن فيهم الطواقم الطبية العاملة في السجون أو في المستشفيات العامة

 

غزة: 19-3-2010 م

قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، بأن ادارة السجون الإسرائيلية وبعد مماطلة استمرت لبضعة سنوات ، أجرت يوم الثلاثاء الماضي ( 16-3 ) " عملية جراحية " للأسيرة " أمل جمعة تمثلت بـ " استئصال الرحم" ، وذلك في مستشفى " بني تسيون " بحيفا ، في ظروف قاسية جداً من حيث صعوبة الإحتجاز والتكبيل المستمر في السرير وسوء المعاملة من قبل السجانين والسجانات المرافقين ومن قبل بعض الطواقم الطبية العاملة في المستشفى بمن فيهم جزء من الأطباء المختصين ، ولكن هذا لا ينفي وجود أطباء تعاملوا بإنسانية مع الأسيرة " أمل " .

جمعية نساء من أجل الأسيرات السياسيات .. تتابع وضعها
وفي هذا الصدد كشفت المحامية ( تغريد جهشان ) المستشارة القانونية لـ ( جمعية نساء من أجل الأسيرات السياسيات ) ، في حديث مع الباحث فروانة وبعد زيارتها بالأمس لسجن الدامون والاستماع إلى شهادات الأسيرات هناك ، بأنه كان من المقرر أن تبقى الأسيرة " أمل " في المستشفى المذكور وتحت الملاحظة الطبية ، ولمتابعة وضعها الصحي بعد العملية الصعبة حتى يوم الأحد القادم ، إلاّ أن الأسيرة طالبت بالعودة لسجن " الدامون " قبل الموعد المحدد ، نظراً لقساوة ظروف احتجازها والمعاملة السيئة التي تتلقاها من بعض العاملين في المستشفى ، وبالفعل عادت للسجن مساء يوم الأربعاء الماضي ( 17-3 ) ولا تزال تعاني من آثار العملية والرعاية الصحية .

وأشارت المحامية " جهشان " بأن إدارة المستشفى والعاملين فيه بمن فيهم الأطباء والممرضين كانوا يتعاملون مع الأسيرة المريضة بوجهين :
الأول : تقديم العلاج والظهور بمظهر الجديين في علاجها والحرص على صحتها .
والثاني : الموافقة والسكوت على تعذيبها والتضييق عليها وسوء معاملتها من خلال تكبيلها في السرير بشكل دائم ، وعدم توفير احتياجاتها الأساسية ، وإذا أرادت ان تذهب للحمام لقضاء الحاجة يتم تكبيل يديها وقدميها من قبل السجانة الملازمة لها ، فيما كان يوجد خارج الغرفة سجانين ذكور .

وأعربت " جهشان " عن قلقها الشديد من استمرار تعامل الأطباء الإسرائيليين مع المرضى بهذا الشكل وتخليهم عن أخلاقيات المهنة ، وعدم الإلتزام بالقَسَّم الذي يدلون به فور شروعهم بالعمل في هذا المجال الإنساني.
 
التعذيب سياسة .. يشارك في ترجمتها الجميع بمن فيهم الأطباء
وفي السياق ذاته أكد فروانة بأن التعذيب الجسدي والنفسي في سجون الاحتلال الإسرائيلي هو نهج ثابت في التعامل مع الأسرى والأسيرات ، وممارسة مؤسسيةً يشارك فيها كل من يعمل في المؤسسة الإسرائيلية بدون استثناء ، بمن فيهم الطواقم الطبية العاملة في السجون أو في المستشفيات العامة .

وبيّن فروانة بأن هنالك شهادات عديدة أكدت وتؤكد مشاركة الأطباء بتعذيب الأسرى والأسيرات وبشكل متعمد ، وأن الطبيب يتحول في كثير من الأحيان إلى أداة في يد " الأجهزة الأمنية " ينفذ ما يُطلب منه ، أو يصمت أمام تعذيب الأسرى المرضى وما يُمارس ضدهم ، أو ينتحل صفة المحقق الفعلي ، أو يتعامل مع الأسرى والأسيرات كأعداء وليسوا مرضى متخلياً عن أخلاقيات المهنة في التعامل مع الأسرى والأسيرات ، مما يفاقم من معاناة الأسرى المرضى واستفحال الأمراض و( لا ) يؤدي إلى علاجهم .
 
يشار بأن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كانت قد نشرت تقريراً بتاريخ 14-3-2010 كشفت فيه عن سكوت الأطباء الإسرائيليين عن تعذيب المخابرات الإسرائيلية لمعتقل فلسطيني حيث كان مصابا بجروح خطيرة في رأسه وصدره وأن الأطباء أعطوا تعليمات بعدم نقله إلى المستشفى وإبقائه تحت التعذيب رغم جروحه.

وذكر فروانة بأن الأسيرة الأسيرة " أمل جمعة " ( 28 عاماً ) اعتقلت في التاسع من مايو/ أيار 2004 من داخل منزلها في مخيم عسكر الجديد للاجئين شرق نابلس، بتهمة محاولة تنفيذ عملية فدائية، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً وهي تقبع الآن في سجن الدامون وتعاني من آثار العملية الجراحية في ظل عودتها للسجن حيث لا تتوفر به الإمكانيات اللازمة لمتابعة وضعها الصحي بعد العملية مما يفاقم من معاناتها ..

مناشداً الجهات والمؤسسات المعنية إلى التدخل العاجل وضمان إطلاق سراحها لاستكمال علاجها المناسب .
 

 
المصدر: عبد الناصر فروانة