والذين هم عن اللغو معرضون
وكيف يتصور فلاح أو نجاح أو نيل للمعالي من مشتغل باللغو ، منهمك في القيل والقال ، متتبع لرد فلان على علان ، ونقد زيد لعمرو ، ومطاعن هؤلاء في أولئك ، وشتائم هذا الفريق لذاك .
وإنما كان الأمر كذلك لأن القلب - لا يقبل ضدين ، وإذا اشتغل بالباطل غفل عن الحق ، وإذا انهمك فيما لا يفيد ضيع ولابد ما يفيد وتعظم الحاجة إليه .
وتأمل حولك هذا الصنف من المشتغلين باللغو تجدهم في تأخر وانحدار ، فلا نفع ولا إفادة ، ولا تقدم ولا بركة ، وإنما ضجيج وجعجة بلا فائدة حقيقية ، ولا أثر يبقى ، سوى معارك وهمية ، وحروب في المكان والزمان الخاطئين .
وأنى للمشتغل باللغو أن يفلح ، وقد ذكر الله سبحانه صفات المفلحين في صدر سورة المؤمنون ، وجعل الإعراض عن اللغو وسطا بين الخشوع في الصلاة وإيتاء الزكاة ، وكفى بذلك منقبة ومدحا ! فاللهم اشغلنا بما يرضيك ، وعافنا من اللغو وأهله .
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: