صانعوا الأوهام

منذ 2016-04-17

مدعوا البطولة وصانعوا المعجزات الوهمية ماهم إلا مرضى وإن اصطنعوا المعجزات الوهمية ليصدقوا أنفسهم أويصدقها من حولهم.

فما بالنا لو امتلك مريضاً آلة إعلامية تهول له بطولاته الوهمية و تروج لكذبه وتدعو الناس لتصديق أوهامه؟!

هنا تصبح البطولة (بطولة من ورق)

ويصبح الوهم حقيقة والحقيقة مكروهة لأنها توقظ الوسنان من عميق ثباته.

فما بالنا لو أضحت الأوهام ثقافة شعبية؟!

وإليك هذا المثال القديم لمن كان له قلب أوأدنى فهم:

قال أبو الفرج الأصفهاني: "كان أبو حية النميري، وهو الهيثم بن الربيع بن زرارة جبانًا بخيلًا كذَّابًا، قال ابن قتيبة: وكان له سيف يسميه لعاب المنية، ليس بينه وبين الخشبة فرق، قال: وكان أجبن الناس، قال: فحدَّثني جار له، قال: دخل ليلة إلى بيته كلب فظنَّه لصًّا، فأشرفت عليه، وقد انتضى سيفه، وهو واقف في وسط الدار يقول: أيها المغترُّ بنا، المجترئ علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خيرٌ قليل، وسيفٌ صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إن أدع قيسًا إليك لا تقم لها، وما قيس؟! تملأ والله الفضاء خيلًا ورجلًا، سبحان الله! ما أكثرها وأطيبها. فبينا هو كذلك، إذا الكلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبًا، وكفانا حربًا) نهاية الأرب للنويري.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.