كيف نرد على الصهيونية؟

كلما سمعت نشرة الأخبار تحسرت لما يجري على أرض الأقصى, شارون يعبث فسادا وقتلا وحرقا وصلفا وتكبرا, والعروبة والمسلمون خانعين لا يستطيعون الرد ولا مسح دموع الأرامل والأيتام.

ذكرني شارون بنقفور, فمن هو نقفور وكيف واجهه المسلمون؟
وصل خطاب من ملك الروم نقفور إلى هارون الرشيد, كثير الحروف والكلمات, يسب ويشتم ويقول فيه: سأكون جيشا هائلا قويا وسأكتسح أراضيكم, ولن يقف أمام وجهي أحد حتى أصل إلى الكعبة فأقضي عليها وأهدمها, وصل هذا الخطاب لهارون الرشيد وقُرأ عليه, فالتفت هارون إلى كاتبه، وقال اكتب خلف الخطاب -لا يريد أن يرسل له خطابا قال اكتب في خلف الورقة- استحقارا لشأنه.

الخطاب؟
من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم: إن الجواب ما ترى لا ما تسمع والسلام على من اتبع الهدى .

ثلاث كلمات فقط أرسلها له: (إن الجواب ما ترى لا ما تسمع) ثم خرج هارون الرشيد ونادى في الناس: الجهاد الجهاد فاجتمع الناس جماعات ووحدانا وخلال وقت قصير إذ بالجيش يلتئم والقوة تتجمع ثم يقودها هذا البطل العظيم متجها إلى أين؟ إلى نقفور بذاته ملك الروم, ويصل إليه بعد أن يفتح البلاد تلو البلاد والقرى تلو القرى, إلى أن يصل إلى عاصمة نقفور, يحاصرها ويشدد عليهم بالحصار ويحلف أن لا يرجع إلا برأس نقفور، أعطاه الروم ما شاء من المال والذهب والجزية لكنه أبى ورفض, ثم في النهاية قام الروم بالانقلاب على نقفور وسلموا رأسه إلى هارون الرشيد قتيلا, ثم استسلموا جميعا لهارون الرشيد ودفعوا له الجزية أذلة خاسئين وعاد رضي الله عنه منتصرا قويا إلى بلاده وقد رفع راية الإسلام والحق عاليا.
 

فمتى نرى من يدك حصون الصهيونية ومتى نرى من يقسم ألا يرجع إلا برأس شارون جزار الأطفال وسفاح الأبرياء.

إن الأمة تنتظر, تنتظر ذلك لتهب هبة رجل واحد وقلب واحد.

إن تستبيحوا حمانا إننا قوم لا نستريح بثأر من يعادينا.