الزواج أعمق بكثير
أيها الشباب .. لا تنتظروا عصا الزواج السحرية لتصنع سعادتكم .. بل فجروا عيون السعادة بعصيّكم أنتم .. فظمآن الروح = لن يرويه أحد غيره .. مهما بلغ.
الزواج أعمق بكثير من مجرد وسيلة لتفريغ الشهوة (على أهمية ذلك بلا شك).
الزواج أكبر بكثير من مجرد اثنين يستطيعان تأدية الوظيفة (الفسيولوجية) لرجل وامرأة (على أساسية ذلك بلا شك).
إن كثيرًا من الشباب حين تتملكهم العاطفة، ويتلظون بنار الغريزة .. وتتوق نفسوهم للزواج .. يظنون أن نهاية مطاف العنت وبداية عهد الفرح بلا معاناة ثمّ، ويغفلون عن أهمية المرحلة التي يعيشونها والقيمة النفسية للصبر والمجاهدة والنضج الذي تكسبهم إياه أيام الثبات = هم في الحقيقة ضحايا عوامل متعددة!
من فترة قريبة حضرت حفل عرس، وقام (شيخ) ليهنئ من خلال موعظة وتذكرة، وإذا به يصرخ في الحاضرين: زوجوا أبناءكم، بمجرد بلوغ الولد أو البنت زوجوه، إنهم يعانون ويكتمون .. إلخ.
خطاب دعوي ساذج يؤصل لتلك الفكرة السطحية في نفوس الشباب، وكأن أهم أولوياته ومشكلة حياته متمحورة حول (الفراغ العاطفي) الذي يحياه، وطبيعي جدًا أن يحياه!
أنا لا أحاول تعقيد الأمور، بل ألفت النظر إلى ضرورة معالجة المتاح من متطلبات كل مرحلة عمرية واجتماعية، تعلمًا واستفادة واكتسابًا للخبرات وإقبالاً على المعالي، وتربية للنفوس بالصبر والصمود أمام الشهوات.
اطرقوا أبواب الحياة بقوة، حتى ييسر -في حينه- فتح المغلق من باب الزواج.
أيها الشباب .. إن أعف الناس في مبتدئه = هو أعفهم في منتهاه، وإن أضعفهم في نفسه = يظل ضعيفًا مهمًا تقلبت به الحياة!
أيها الشباب .. لا تنتظروا عصا الزواج السحرية لتصنع سعادتكم .. بل فجروا عيون السعادة بعصيّكم أنتم .. فظمآن الروح = لن يرويه أحد غيره .. مهما بلغ.
محمد عطية
كاتب مصري
- التصنيف: