دعم المرأة السعودية للأقصى المبارك
فيما يخص دائرة اهتمامي الأولى وهي نشر ثقافة الحكمة، والسلام، والوئام، والعدل بين الحضارات والشعوب بصفة عامة، وبين بني أمتي وملتي بصفة خاصة؛ فإن أبرز إيجابيات هذا المؤتمر تمثلت في روح الحب والتسامي والمروءة والإخاء بين الروح السعودية والروح التركية؛ والتي نبضت بها كلمات المتحدثات السعوديات وما حوته من مفردات شكر وثناء بعمق تتميز به الشخصية السعودية بعيدًا عن سطحية المظاهر والقشور، والمهرجانات التي كثيرًا ما تخالف حقائقها شعاراتها.
"كم هي الأقدار مباركة، بأن نجتمع اليوم من بلدان إسلامية عديدة، لنرسم لوحة إسلامية إنسانية عظيمة. جئنا اليوم ومعنا ثلّة من الأخوات من المملكة لنؤكد للعالم أن مسيرة الإسراء لن تتوقف ما بقيت السماء، وها نحن نتضامن اليوم مع المرابطين والمرابطات في الأقصى".
كانت هذه كلمات من كلمة الدكتورة هند أحمدو التي كانت في مقدمة وفد المملكة العربية السعودية النسائي المشارك في مؤتمر (نساء الأقصى فخر الأمة) الذي أقامته جمعية (نساء الأقصى) التركية بإسطنبول يوم الجمعة الماضي بمشاركة متطوعات من بعض الدول العربية والاسلامية.
لم يكد يجف مداد رؤية المملكة العربية السعودية 2030: "السعودية.. العمق العربي والاسلامي.. قوة استثمارية رائدة.. ومحور ربط القارات الثلاث"، التي أعلن عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ حتى رأينا المرأة السعودية تأخذ بزمام المبادرة فيما يخصها نحو الصدارة في قضية المسلمين الأولى والأهم في ماضيهم، وحاضرهم، ومستقبلهم، وهي قضية المسجد الأقصى، ودعم الرباط المقدسي ومؤازرته بصورة تدعو إلى الاحتفاء والتقدير لما شاهدناه في المؤتمر من مشاركة سعودية نسوية، على الصعيد النخبوي والأكاديمي، إذ مثل المملكة وفد من القسم النسائي للندوة العالمية للشباب الاسلامي، كان في مقدمته الدكتورة هند أحمدو، والتي كنا قد أرجأنا الحديث سابقًا عن جهودها ونشاطها الدؤوب في مجال العمل التنموي، كما شاركت من جمعية (تراثنا) بالمملكة الأستاذة مها الحداد وكذلك الأستاذة خولة القصبي وغيرهما، ومن الأكاديميات الرفيعات الأستاذة الدكتورة فاطمة نوري الحمداني الأستاذة بجامعة الملك عبدالعزيز.
دون أن نقلل من شأن المشاركات الأخرى وعلى رأسها مشاركة قطر السابقة بالخيرات دائما، ومشاركة الكويت والرائعة الخيرة الأستاذة هيا الشطي أيقونة أسطول الحرية وسفينة مرمرة، وكذا المشاركة الماليزية إذ حضرت زوجة السفير الماليزي؛ إلا أن اليوم كان سعوديًا بامتياز تربع الدعم السعودي فيه على عرش الصدارة ولم يقتصر الأمر على النساء والرجال بالمملكة وإنما تصدر الشبلان عبدالحي محمد بسيوني وشقيقه عثمان ابنا المهندس محمد بسيوني بمشاركة لطيفة تبشر بالجيل الذي تسري فيه رؤية 2030 بمحاورها الثلاث ومرتكزاتها.
فيما يخص دائرة اهتمامي الأولى وهي نشر ثقافة الحكمة، والسلام، والوئام، والعدل بين الحضارات والشعوب بصفة عامة، وبين بني أمتي وملتي بصفة خاصة؛ فإن أبرز إيجابيات هذا المؤتمر تمثلت في روح الحب والتسامي والمروءة والإخاء بين الروح السعودية والروح التركية؛ والتي نبضت بها كلمات المتحدثات السعوديات وما حوته من مفردات شكر وثناء بعمق تتميز به الشخصية السعودية بعيدًا عن سطحية المظاهر والقشور، والمهرجانات التي كثيرًا ما تخالف حقائقها شعاراتها.
أزعم من خلال متابعتي ودراستي للشخصية السعودية عن قرب، بل وتعلّمي من بعض رموزها؛ أننا بحاجة ماسة إلى فيض مما قطعته الشخصية السعودية نحو العمق والشمول والبساطة في مسيرتها نحو نهضتها.
إن التوأمة بين المشروع السعودي والمشروع التركي، والانصهار الصافي النقي الحقيقي الهادف؛ من خلال تقوية الروابط على كافة الأصعدة والمجالات، والاجتماع على قطعيات وثوابت الملة، والبعد عن الظنيات والمتغيرات، وتجنب الفروع المفرّقات، وتقديم المفضول المجتمع عليه على الفاضل المتفرق فيه؛ لهو أمر وهدف أراه من واجب الوقت ولازم الحال ؛ وعلى المخلصين في هذه الأمة من علمائها ومفكريها ومثقفيها وخبرائها أن يستفرغوا الوسع نحو هذا المشروع بعيدًا عن المراوحة في ساحة من سلب جمع المال ألبابهم وذهب بمروءتهم.
حسن الخليفة عثمان
حسن الخليفة عثمان
كاتب إسلامي
- التصنيف: