اسْتبشِروا بنَصر الله وإن طال الأمَد
اسْتبشِروا بنَصر الله وإن طال الأمَد.. وأحدَقت الكُروب! يقول الإمام البقاعي رحمه الله، في قوله تعالى: {حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]. "ففي جُملته: بُشرى بإسقاط كُلفة النصر بالأسباب، والعدد، والآلات! والاستغناء بتعلق القلوب بالله، ولذلك إنما يَنصر اللهُ هذه الأمة بضعفائها؛ لأن نُصرتها بتقوى القلوب لا بمدافعة الأجسام! فلذلك تَفتح خاتمةُ هذه الأمة، قسطنطينيةَ الروم؛ بالتسبيح والتكبير" (انظر: نَظم الدُّرر).
اسْتبشِروا بنَصر الله وإن طال الأمَد.. وأحدَقت الكُروب!
يقول الإمام البقاعي رحمه الله، في قوله تعالى: {حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّـهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّـهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
"ففي جُملته: بُشرى بإسقاط كُلفة النصر بالأسباب، والعدد، والآلات!
والاستغناء بتعلق القلوب بالله، ولذلك إنما يَنصر اللهُ هذه الأمة بضعفائها؛ لأن نُصرتها بتقوى القلوب لا بمدافعة الأجسام!
فلذلك تَفتح خاتمةُ هذه الأمة، قسطنطينيةَ الروم؛ بالتسبيح والتكبير" (انظر: نَظم الدُّرر).
قلتُ: نعَم.. قد تَعجزُ أسبابُ الأرض عن نُصرَتك، فيُؤيِّدك اللهُ بأسبابٍ من السماء!
ولك آية في قوله: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9].
وسَرعان مايَذهب الهمُّ، ويَنجلي الغَمُّ، ويَفرح القلبُ، لِما قالَه الرَّبُّ: {فَعَسَى اللَّـهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} [المائدة:52]!
تخيَّل {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ} تأمَّل {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}!!
* قال النَّيسابوري في تفسيره: "المرادُ بـ {أَمْرٍ}.. فِعلٌ لا يكون للناس فيه مَدخلٌ البَتَّة".
* وقال الثعالبي في تفسيره: "فتْحٌ لا يقع فيه للبَشَر سبَبٌ".
فلا تُسيئوا الظنّ بالله الكبير أن يَخذلكم، وتكونوا ممَّن قال فيهم: {مَا لَكم لا تَرجون لله وقارًا} [نوح:13]؟!!
قيل في تفسيرها: "لا يَأملون نصرَ الله لأوليائه، وإيقاعَه بأعدائه".
تفسير القرطبي
فاصبر وتصبَّر.. فليس كلّ مراده؛ تُحبّه في أوّله!
لكن من عجبٍ.. أنك تفرح به وتَسعد؛ في آخره!
{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بِنَصْرِ اللَّـهِ} [الروم:4-5].
فأعِدّ ما استطعتَ.. والله غالب عزيز!
فبينما سحائب النصر، تغشَى السماء وتُظلّها؛ يظنّ الموجوع المظلوم؛ أنها ظلمات البَغي التي لن تنكشف!
حتى إذا كُشفَت على حين غرّة؛ رأى من نصر الله وبركاته.. ما لم ينتهِ إليه بصرُه!
ساعتها يَتحقّق المظلوم: {أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر:36]؟!
فلا تستعجلوا السُّنن.. ولا تستبطؤا النصر!
فإن الله لا يَعجَل لعجَلة عباده!
ولكن تفهَّموا السُّنن.. واسعوا إلى نصر الله على بصيرة ؛ تُدرِكوه!
فياربّ.. لا تحرِم قلوبًا اشتاقَت إلى فتحك ونصرك!
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: