لا تبوق ولا تخاف
تشكلت لدي قناعة تامة وهي أن الأخطاء التي تصدر عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست منهجية، وأن ما نراه لا يعدو كونه تجاوزات فردية لأشخاص ابتليت بهم الهيئة.
كتب الكاتب المعروف صالح الشيحي مقال يوضح من خلال أهم القضايا التي تعالجها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. قائلًا:
تشكلت لدي قناعة تامة وهي أن الأخطاء التي تصدر عن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليست منهجية، وأن ما نراه لا يعدو كونه تجاوزات فردية لأشخاص ابتليت بهم الهيئة.
هذا فضلًا عن أن ذات الأخطاء تقع أحيانًا من موظفي الخطوط السعودية أو رجال الأمن أو التربية، لكن الحساسية التي يتعامل بها البعض مع أخطاء رجال الهيئة ليست هي التي يتعامل بها مع غيرهم.
- هذا أمر، الأمر الآخر هو أن نسبة كبيرة من الأخطاء التي يتم نشرها عن الهيئة ليست دقيقة، وفيها حلقة غائبة دائمًا.
سأضرب لكم مثلًا..
قبل فترة تداول الناس قضية بدا للوهلة الأولى أن رجال الهيئة مخطئون فيها ويستحقون العقاب..
الحقيقة أن الحكاية لم تدخل في رأسي..
تناقشت مع أحد المسؤولين واستغربت من سكوتهم على هذا التصرف -إن كان قد حدث بالفعل- والذي يسيء للدولة قبل (الهيئة) كجهاز حكومي.. فاجأني بأن طلب مني أن أطلع على ملف التحقيق بالكامل الذي تم مع أطراف تلك القضية؛حتى أكتشف الحقيقة بنفسي.. وجدت أن موقف الهيئة سليم 100%، بل ويستحق رجالها التشجيع على كشفهم لتلك القضية.. وأن المبالغة كانت سمة لما تم نشره.
- أعلم أن مقالي اليوم لن يروق للبعض.. لكن دعوني أختم بهذا الموقف:
عند بوابة أحد المجمعات التجارية الكبرى بالرياض لمحت عن بعد، اثنين من الشباب يعترضان طريق النساء وسط توسلات من حارس الأمن الضعيف لهما بالمغادرة، دون أن يعيراه أدنى اهتمام.. (السكيورتي) لم يجد بدًا من المغادرة؛ حفظا لماء وجهه فيما يظهر!
السؤال الذي طرأ على بالي لحظتها -وأرجو ألا يغضب البعض أيضًا- ما الذي سيحدث لو لم يكن هناك هيئة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر تدور في هذه المجمعات، طالما أن لدينا هذه النوعيات المتخلفة من الشباب؟
حديثي اليوم موجه للذين ينشدون إصلاح جهاز الهيئة، أما أولئك الذين يحاربون جهاز الهيئة ليل نهار فسؤالي لهم: لماذا أنتم خائفون من الهيئة؟
- إخواننا الكويتيون يقولون "لا تبوق ولا تخاف"!
- ظلت الهيئة زمنًا طويلًا تقف كالطود الشامخ أمام أرباب الهوى ودعاة الرذيلة.. دافعت قدر جهدها عن قيم الاسلام ومبادئه وجاهدت كثيرًا للحفاظ عليها.
- سيارة هيئة واحدة أمام أي سوق تجاري كفيلة بضبط النظام وجلب الأمان للمتسوقين وللعائلات بالذات وردع العابثين من التعدي على الحرمات والأعراض.
- آلاف الحالات من الابتزاز والتحرش وقفت لها الهيئة بالمرصاد وفرّجت هموم كثير من بناتنا وأبنائنا وأعادت لهم الابتسامة والطمأنينة من جديد..
- مصانع الخمور والعرق في الأحراش والجبال والأزقة تشهد لأبطال الهيئة بالجرأة والشجاعة والتضحية في سبيل سلامة المجتمع والمحافظة على أبنائه..
- من الذي حارب السحر والشعوذة والدجل وطاردها في كل مكان ونصب لأصحابها الكمائن وأخمد شرهم وفك السحر والشعوذة عن آلاف البائسين والمعذبين؟
- من الذي يعمل ليلًا ونهارًا بلا تعب ولا كلل ليحافظ على مجتمعنا نظيفًا ويطهر جنباته من حفلات الخنا والفجور والاختلاط والعبث ببناتنا الغافلات؟
- الهيئة هي المعين الذي يدعم الأخلاق الكريمة والقيم الجميلة والسلوك الحسن في الأماكن العامة ويبقيها عالية مشرقة يتفيأ الناس ظلالها الوارفة.
- لم تكن الهيئة يومًا معصومة عن الخطأ ولا مبرأة من العيوب.. لها أخطاؤها النادرة.. فلماذا لا نعالجها ونطورها بدلًا من أن نقتلها ونسلبها روحها؟
صالح الشيحي
- التصنيف: