خمسة أشياء ندم عليها من رقدوا على سرير الموت
حين ترقد على سرير الموت، فآخر شيء ستقلق منه هو (رأي الناس) فيك، و(ظنهم) بك!
بروني وير (Bronnie Ware) ممرضةٌ استرالية، عملتْ في رعاية المرضى الذين أوشكوا على الانتقال من الدنيا الفانية إلى الآخرة الباقية، خاصةً المرضى الذين تبقى على وفاتهم أقل من 3-4 أسابيع، لفشل الطب في تأخير الأجل المحتوم.
حين يأتي على كل انسان هذا الوقت، تكون رؤيته واضحة لحياته الماضية، ويكون لسانه منطلقا بالصدق، وبالحكمة العميقة.
ولأن (بروني) ممرضة فقد كانت تقف بجانب هؤلاء الراحلين، تشجعهم وتؤازرهم وتخفف عنهم. وكانت أيضًا تسألهم: ما أكثر شيء ندمتم عليه في حياتكم؟
جمعتْ مئات الإجابات من مئات المرضى الذين شهدتْ لحظاتهم الأخيرة... ثم لاحظتْ أن هناك خمسة أمور تكررتّ كثيرًا يقول هؤلاء المغادرون للحياة أنهم ندموا عليها، فجمعتها ونشرتها في كتابٍ حظي بانتشارٍ واسع.
كان أشهر 5 أشياء قالوها:
1- (كنت أتمنى لو ملكت الشجاعة لأعيش الحياة التي أردتها لنفسي، لا التي أرادها الآخرون لي).
أكثر شيء ندم عليه النادمون، حين يدرك الناس أن حياتهم قد مرت وانتهت، هو (الأحلام الكثيرة) التي راودتهم دون أن يحاولوا تحقيقها.
حين تكون على وشك الرحيل عن هذه الدنيا، وتنظر لأحلامك التي لم تحققها، فستدرك أن سبب عدم تحقيقها هو أنت، ربما بسبب أشياء فعلتها، أو لم تفعلها.
يجب أن تلتزم بتحقيق عدد ولو قليل من أحلامك. فيوم أن تلاحظ أن صحتك تتراجع، فاعلم أنك تسير على طريقٍ هابطٍ نهايته القبر.
فلا تسوف وبادر لتحقيق أحلامك، فالصحة والقوة والشباب كنزٌ لا يدوم.
2- (أتمنى لو أني لم أعمل بهذه الكثرة).
هذه الأمنية كان تصيب الأسد منها للرجال مقارنةً بالنساء!
ذلك أن هذا العمل الكثير حرمهم من مراقبة أطفالهم يكبرون، وحرمهم كذلك من مرافقة آبائهم وأمهاتهم في نهاية رحلتهم.
النساء اللائي لم ينجبن اشتركن في هذه الأمنية كذلك!
المال لا يجلب السعادة.. ولو كان فعلاً كذلك.. فهل يغني مالٌ عن موت؟
الوظيفة المرموقة تفقد بريقها في عين المشرف على الموت، على عكس قضاء أوقات طيبة مع الأهل والأقارب والأصدقاء.
البحث عن أسباب السعادة في غير (المال والعمل) ربما عاد عليك براحة نفسية تعينك حين يدنو الأجل.
3- (كم أتمنى لو ملكت الشجاعة للتعبير عن مشاعري)
الكثيرون يكتمون مشاعرهم ظنًا منهم أن في هذا الكتمان السلامة والنجاة من المشاكل!
ولهذا السبب ينتهي المآل بالكثيرين بأن يعيشوا حياة عادية تقليدية مملة، ويحرمون أنفسهم من استغلال قدراتهم وإمكانياتهم لأقصى درجة ممكنة.
حتى أن هذا الكبت النفسي والمعنوي ينتج عنه أمراض لدى من يكبتون مشاعرهم وأحاسيسهم، تزيد من مأساتهم.
نعم، لا يمكننا التحكم في ردود أفعال الآخرين تجاهنا وتجاه مشاعرنا. لكن حين تكون صادقَ المشاعر فأنت تصل لمرحلة تناغم مع نفسك الداخلية.
وبرغم أي رد فعل من الآخرين، لكنك ستعيش وقتها في سلام داخلي حين تعبر عن مشاعرك الحقيقية. ستكتشف حينها أن السعادة هي أن تكون انساناً صادقَ المشاعر.
4- (أتمنى لو حافظت على علاقتي بأصدقائي)
لا شيء يعدل صديق قديم صادق وفي، يعرفك من أجلك أنت لا من أجل شيء آخر.
هذه الحقيقة تتجلى بوضوح الشمس حين يقترب الأجل. عندها تندم أنك لم تحرص على روابط الصداقة، ولم تتعهدها بالرعاية، ولم تقتطع من وقتك وتعطيها من جهدك لكي تنمو وتستمر.
الكل يفتقد أفضل أصدقائه حين يقترب الموت.
الحياة كلها مشاغل، العمل والأهل والأولاد والمدير الغبي، لكن حين يكون المتبقي ساعات أو أيام، ساعتها يثقل في الميزان وقفة الصديق الوفي.
حين يضعف الجسد، وتنحسر الصحة، تكون المشاعر والعواطف هي الأغلى والأكثر أهمية.
لا شيء يعدل الحب الصادق والخل الوفي لمن يرقد على سرير الموت.
5- (أتمنى لو كنت تركت نفسي لتكون أكثر سعادة)
لم يدرك كثيرون أن السعادة اختيار شخصي إلا حين دنا الأجل، لأنهم نسوا ذلك في خضم صراعهم اليومي مع متطلبات الحياة.
فالخوف من التغيير جعلهم يزيفون شعورهم الداخلي بأن ما هم عليه سبب كافي للشعور بالسعادة. ولهذا عاشوا بشعور زائف بالسعادة.
حين تخشى من رأي الناس فيك، وحين تخشى من الخروج على المألوف، وحين تعيش وفق ما هو تقليدي ومكرر، فأنت تحرم نفسك من السعادة الحقيقية.
حين ترقد على سرير الموت، فآخر شيء ستقلق منه هو (رأي الناس) فيك، و(ظنهم) بك!
على الجهة الأخرى، كم تساوي ابتسامة الرضا عن نفسك على وجهك وأنت راقد هناك؟
وأنت تتذكر كيف عشت حياتك بالطول وبالعرض، وفعلت ما تريده، وكنت صادقا مع نفسك، وحققت أحلامك، وعشت محبًا وفيًا لمن أحبك ولمن بادلك الوفاء.
حين تتذكر كيف اخترت أن تكون سعيدًا، وأن تفعل ما يجعلك تشعر بالسعادة الحقيقية.
هذا تلخيص لأبرز ما ورد في كتاب هذه الممرضة.
يجدر التنبيه أن هذا في باب الأمنيات والنجاح والسعادة الدنيوية. وهناك أمنياتٌ أهم من هذا كله لا نحتاج فيها إلى كتابٍ من ممرضة، أو دراسةٍ من باحث
فالله قد بينها بجلاءٍ في كتابه العزيز {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99-100].
لخصه لكم ورتبه
محبكم
عبدالله بن أحمد الحويل
@alhaweel
- التصنيف:
- المصدر: