شكراُ أوردغان
أظهر هذا الاجتياح تفاعلاً لدى جميع الشعوب العربية والإسلامية، كانوا قد ظنوا بأن هؤلاء سوف يقبلون بالتطبيع مع اليهود وإذا بهؤلاء الشرفاء يهبون في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي نصرة للشعب الفلسطيني.
- 1 -اللهجة التركية اشتاق لها الكثير ..
"تركيا
لن تدير ظهرها لغزة"
بهذه الكلمات الكبيرة خطاب أرودغان العالم .
نعم إنه الغضب لإخواننا في غزة، والغضب لدماء الأبرياء، وأرواح
الشهداء ..
إنها العزة الإسلامية .. والحمية الدينية ..
لقد كانت كلمات أردوغان كلمات مؤثرة جداً -ونحسبها صادقة وحقيقية-
كلمات عزة ونصرة ..
وما أحوج المسلمين اليوم لهذه الكلمات في زمنٍ عظمت فيه المصيبة،
وحلَّت به الرزايا العصيبة، وتخطَّفت عالَم الإسلام أيدي حاسديه،
ونهشته أيدي أعاديه.
فالكرامة مسلوبة، والحقوق منهوبة، والأراضي مغصوبة.
ذبلت الأجساد، وجفَّت الأكباد، قرقرت البطون،وظمأت الأجواف
أطفال يصرخون، وشيوخ يئنون، مرضى يتوجَّعون، ورجال حائرون.
انقطعت الكهرباء وعم الظلام بالليل؟ وعزّ الطعام، وقلّ الماء، وتقاسم
الناس الخبز، وتعطلت المستشفيات، وحرم المرضى من الدواء .
صار الناس يتحركون هنا وهناك بحثًا عما يسكت بطونهم وأجوافهم.
أكثر من مليوني مسلم يعيش هذه المعاناة في هذا السجن .. بُحَّت
أصواتهم وتعالت صيحاتهم
إنه مشهد من مشاهد الحصار .. وصورة من أثره وآثاره..
ما أحوجنا إلى استشعار العزة .. وتذكر النصر .. ونحن نشاهد اليوم
صوراً من من المآسي في غزة.
في كل أفق على الإسلام دائـــــرةٌ *** ينهدُّ من هولها رضوى
وسهلانُ
ذبحٌ وسلبٌ وتقتيلٌ بإخــــوتـــــــنا *** كما أُعدِّت لتشفِّي الحقد
نـــيرانُ
يستصرخون ذوي الإيمان عاطفةٌ *** فلم يُغثهم بيوم الروع
أعـــــوانُ
فاليوم لا شاعرٌ يبكي ولا صحــف *** تحكي ولا مرســلات لها
شــــانُ
هل هذه غيــــرة أم هـذه ضعـــــةُ *** للكفر ذكر وللإسلام
نســيـــــــانُ
- 2 -صحيفة المقاطعة [ ما أشبه الليلة بالبارحة ]
..
لا أدري أيها الإخوة لماذا تذكرت وأنا أتابع قافلة الحرية .. تذكرت
أياماً من السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام .. فبعد سبع
سنوات من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، تعاقد أئمة الكفر ورؤوس
الطغيان في مكة على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب، مسلِمهم وكافرهم !!!
لأنهم آزروا النبي صلى الله عليه وسلم.
وكتبوا صحيفة بذلك علقوها على الكعبة !! فدخل - هذا هو الشاهد -
بنو هاشم وبنو المطلب شعبَ أبي طالب، وتركوا منازلهم في مكة نصرة
للنبي عليه الصلاة والسلام وحمية له، وإن كان كثير منهم على غير دينه
!
ومنعت قريش عنهم الطعام والشراب وكلَ ما يحتاجونه، وعَظُم الحصار
عليهم.
فأكلوا أوراق الشجر، وكلَّ شيء رطب.
وهلك منهم ناس من الجوع، وبذل أبو طالب -وهو مشرك- جميع ماله .. وكان
صياحُ الصبيانِ يُسمع من وراء الشِعْب من شدة الجوع والمخمصة،
فَيَرِقُّ بعض أهل مكة لحال أهل الشِعْبِ، فَيُهَرِّبون الطعام
والكساء لهم بالليل .
وبعد ثلاث سنوات من الحصار والجوع سعى بعض كبارهم إلى نقضها.
وما فعل المشركون من بني هاشم وبني المطلب ما فعلوا حتى تركوا بيوتهم،
وهجروا قبيلتهم وانحازوا إلى الشعب يقاسمون المسلمين الجوع والضراء
والبأساء ثلاث سنوات تباعا، ما فعلوا ذلك إلا حمية للدم والنسب، ووفاء
بواجب المروءة والشهامة، وحفظا لحق الرحم والقرابة.
وإذا كانت مروءة العرب قد دفعت مشركي بني هاشم وبني المطلب أن يقفوا
في خندق واحد مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أثناء الحصار، ألا
نتعلم من هذا المساندة درسا يوجهنا نحو الموقف الذي تمليه المروءة على
العرب والمسلمين قاطبة تجاه أهلهم في فلسطين ؟!
هل نحب أن نكون لإخوتنا في غزة كما كان أبو طالب وبنو هاشم وبنو
المطلب عموما لمحمد صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين؟ يجري
علينا ما يجري على إخوتنا، ونعاني مما يعاني منه إخوتنا، ولا نخذلهم
ولا نسلمهم لأعدائهم يفعلون بهم ما يشاؤون.
أم نحب أن نكون كأبي لهب الذي حالف الظلمة ضد الحق وضد أهله ورحمه
؟!
وإذا كان خمسة من مشركي قريش قد سعوا فى نقض صحيفة مقاطعة النبي
صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وإذا كانت قافلة الحرية بمن فيها من
الشرفاء والأبطال قد سعوا لكسر هذا الحصار الظالم،فإننا نتساءل بحرقة:
ألا يوجد في الأمة المسلمة مثل هؤلاء ؟!
الآن يجب أن ينبري مثل هؤلاء الأشراف الأحرار من ذوي المروءات من كبار
الأغنياء والوجهاء السياسيين والقادة والمسؤولين لتقطيع وتمزيق هذا
الحصار على الشعب الفلسطيني عامة، وعلى أهل غزة خاصة وعليه يجب كسر
الحواجز التي وضعت على المعابر ومنافذ الحياة لإخواننا في غزة .
إنها دعوة لذوي الأقلام الحرة، والنفوس الأبية، والحمية الإسلامية،
والغيرة العربية أن يعبّروا عن الرفض لهذا القهر والظلم الأمريكي
الصهيوني لأمتنا عامة وإخواننا في فلسطين وغزة خاصة ؟؟
نريد أن يكتب أصحاب الأقلام في الصحف، والشعراء والأدباء والقصاصون
والرواة في دواوينهم، والمنشدون في أناشيدهم، والمسرحيون في عروضهم،
والفنانون والرسامون في لوحاتهم.
- 3 -الصهيونية اليهودية
إن اليهود قوم مجرمون إرهابيون كما قال الله عز وجل فيهم: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً
لّلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ}
[المائدة:82]
وما هذا الاجتياح لقافلة الحرية إلا أوضح دليل .. فهذا فعل له دلالته
ومن تلك الدلالة :
أولاً : أن اليهود لهم تأريخ في الغدر والقتل، فهم قتلة الأنبياء: فقد
قتلوا سيدنا زكريا ويحيى عليهما السلام، وحاولوا صلب السيد المسيح
عليه السلام، وحاولوا قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتاريخهم
كما تعرفون سلسلة من الجرائم في وما صبرا وشاتيلا من
اببعيد
...
ثانياً : أن الصهيونية العالمية .. أمة خوانة، ليس لها عهد ولا
أمانة.
تمارس في فلسطين أبشعَ صور الظلم والقهر، والتخويف والإرهاب، وتفرض
ألوان الحصار، وتقتل الرجال والنساء والصغار، وتهدف إلى إبادة
المسلمين، وتصفيتهم جسديًا، وإرعابهم نفسيًا بمذابح جماعية لم يشهد
التاريخ لها مثيلاً .
هذه حقيقة يجب أن لايجادل فيها أحد.
نقول هذا لأولئك المخدوعين بهؤلاء المجرمين.
ثالثاً : أن تمارس إسرائيل هذا العدوان ليس غريباً، ولكن أن تمارسه
وبهذه الجرأة وأمام نظر العالم وسمعه، إنه الإرهاب بمختلف أشكاله
وألوانه، وبجميع أنواعه وأدواته.
تمارسه ضاربةً بالمعاهدات والمحادثات والاتفاقات الدولية عرض
الحائط.
فأين من يوقف وحشية هذا الإرهاب وبشاعته، ويطارد رجاله وقادته، يستأصل
شأفتهم، ويقتلع كافَّتهم؟!
أين ميزان العدل والإنصاف يا من تدعونه؟!
أين شعارات التقدم والتحرر والحضارة والسلام والتي لا نراها إلا حين
تصبّ في مصلحة يهود ومن وراء يهود؟!!
أفعال شنيعة وتجاوزات رهيبة لا تثير لدى تلك المجالس والهيئات أي تحرك
منصف.
لم يسأل اليهود عن جريمة ارتكبوها، ولم تحجب عنهم مساعدات طلبوها، ولم
يتأخر عنهم مدد سألوه، و لم يوجه إليهم لوم ولا عتاب لجرم
اقترفوه.
أما الدلالة الرابعة ؟! فقد أظهر هذا الاجتياح تفاعلاً لدى جميع
الشعوب العربية والإسلامية، كانوا قد ظنوا بأن هؤلاء سوف يقبلون
بالتطبيع مع اليهود وإذا بهؤلاء الشرفاء يهبون في كل أنحاء العالم
العربي والإسلامي نصرة للشعب الفلسطيني.
فاللهم يا كاشف الضراء،ويا مجيب الدعاء، فرج عن إخواننا في غزة، وارحم
المستضعفين من المؤمنين في كل مكان.
اللهم ارحم أطفالهم ونساءهم ومرضاهم، وأطعم جوعاهم، واكس أجسادهم،
واربط على قلوبهم، وقوّ عزائمهم، وأنزل عليهم الصبر والسكينة
والمعونة، وارزقهم من حيث لا يحتسبون ..
أخوكم /
عبد الله المعيدي
المدرس بالمعهد العلمي بحائل
والمشرف العام على شبكة همة المسلم
في النهاية : لا حل سوى مواجهة السيف بالسيف ولن تباد إسرائيل إلا بالجهاد الصادق في سبيل الله، والله المستعان، عسى أن يكون قريبا.
- التصنيف: