جبناء الغرب وراء همجية وغرور الصهاينة

منذ 2010-06-21

كل التحية للأبطال الذين كانوا على ظهر سفينة مرمرة رجال ونساء، وكل التحية لأهل الخير الذين قدموا تلك المساعدات لأهلنا في غزة...


اليهود الصهاينة هم اليهود...
قتلة الأنبياء، لا عهد لهم ولا ميثاق، هم أهل الغدر والحرب والعدوان، هكذا جاءت الآيات في كتاب الله الكريم وهكذا أخبرنا رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم وهكذا حكى التاريخ وقال على مدار الأيام والزمان...

بذلك لم يكن فجر 31 مايو 2010 يوماً عادياً في التاريخ...فقد قامت جحافل الهمج الصهيوني بمهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى غزة، والتي أطلق عليها أسطول الحرية، وكان الهدف الأول هو سفينة مرمرة التركية والتي كان على متنها أكثر من 600 راكب من رجال ونساء وشيوخ مسلمين، وأيضاً غير مسلمين من جنسيات 44 دولة...
اتفقوا جميعاً على هدف إنساني نبيل، ألا وهو فك الحصار عن غزة، وجمعوا كل مايستطيعون من مساعدات إنسانية لتوصيلها إلى غزة، ولكن الهمج الصهاينة كانوا لهم بالمرصاد في عرض البحر وفي المياه الدولية، إذ قاموا بغارة وحشية على سفينة مرمرة فقتلوا 19 وجرحوا العشرات وأسروا الباقين، وأعلنوا بكل وقاحة:
لا للإنسانية التي إجتمعت ولا للحرية، و نعم للقهر والقتل والوحشية والغدر وإرهاب الآمنين...


وكان لافتاً أن تصريحات قادة الغرب عبرت عن تواطؤٍ على الوحشية، وضرب كل الأعراف والمعايير الإنسانية عرض الحائط، وعلى رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة الذي اكتفي بقوله: أنه مصدوم، والبيت الأبيض يتأسف لوقوع قتلى مدنيين...
وهكذا دارت وتمحورت تصريحات قادة الغرب صاحب شعارات حقوق الإنسان والحرية والعدالة وسيادة القانون...

كل الشعارات تبخرت في الهواء أمام همجية ووحشية الصهاينة لذلك لم يكن مستغرباً أن تنشر صحيفة (الإندبندنت) مقالاً في 1 يونيو بعنوان: "قادة الغرب أجبن من أن يساعدوا على إنقاذ الأرواح" للكاتب البريطانى روبرت فيسك .
 

وفي فقرة من مقاله يتسائل الكاتب عما يحدث الآن من تواطؤٍ على حصار غزة ويشير إلى ما حدث عام 48، فقال: إن الوضع لم يكن بهذا الشكل في الماضي مشيراً إلى الجسر الجوي في عام 1948 الذي مده الأمريكيون والبريطانيون لسكان برلين، مع العلم أن الألمان كانوا أعداءاً، ولكنهم كانوا يعانون من الحصار الذي فرضته القوات الروسية على برلين.
وأوضح الكاتب أن الأمر كان في غاية الروعة حينها، فالسياسيون والقادة اتخذوا القرارات لإنقاذ أرواح الضحايا، أما الآن فاختلف الوضع!

نعم اختلف الوضع يا فيسك لأنها غزة المسلمة الأبية التي تسيطر عليها حماس المسلمة...
فالإسلام هو المعتدى عليه، والمعتدي هم اليهود الصهاينة، ومن ورائهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدعمهم بكل أنواع الدعم العسكري والسياسي والإقتصادي.
 

ما حدث جريمة دولية بكل المقاييس، فقد تمت ضد مدنيين عزل بواسطة قوات عسكرية مسلحة، وفي المياه الدولية، ونتج عن ذلك قتلى وجرحى، وتهديد للأمن والسلم مما يقع تحت بنود الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة...
وبالطبع بما أن دولة الإحتلال لا تعترف بقررات الأمم المتحدة منذ احتلالها لفلسطين وصدور القرار 242 وهي خارج القانون، برضاء وتواطؤ ما يُطلق عليه الدول الكبرى في المجتمع الدولي، فلن يطبق عليها أي قرار ولا فصل سابع ولا عاشر، وما الفصل السابع عندها إلا حبر على ورق...
حتى مجلس الأمن في اجتماعه عقب العدوان على أسطول الحرية لم يصدر قراراً بإدانة إسرائيل بل بياناً يندد بالقتل!
 

الشاهد أننا ينبغي أن نتوقف مع تلك الحادثة بهدوء:

أولاً: كيان الإحتلال لم يندفع في عدوانه إلا وهو مدركٌ تماماً لنتائج تلك الحادثة، ويعلم بدراسة عملية ونتائج سابقة للكثير من عمليات العدوان الهمجي أن رد الفعل سينحصر في تنديد وبيانات شجب وبعض التراجع المؤقت في الشكل السياسي والدبلوماسي، وتواطؤ غربي تتزعمه أمريكا، لذلك أعد خطته لتحقيق ما يزعم أنه نصر عسكري سريع، لقهر ومنع أي فكرة أخرى لفك الحصار.

ثانياً: أن الصهاينة في جريمتهم يوم 31 مايو قاموا بإغتيال مدبر ومتعمد للحقوق الإنسانية اعتمادا منهم على أن العرب نائمون وفي ضعفهم مستغرقون، والمجتمع الدولي قراراته حبر على ورق، ولكن فاتهم شيء ألا وهو "تركيا" ذلك المارد الإسلامي الذي بدأ يستيقظ مع حكم حزب العدالة والطيب أردوغان، صحيح أن دولة الإحتلال تعتمد على أن المؤسسة العسكرية التركية معها ولكن فاتها أن السياسة أقوى من العسكر في بعض الأحيان، خاصة عندما يلتقي الساسة مع الشعب في مشاعر عقدية والتصدي لعدوان نال من حياة أشخاصٍ ينتمون لجنسهم وعرقهم ودينهم.


ثالثاً: أن الصهاينة باعتمادهم على غرورهم وطغيانهم وهمجيتهم، يحرقون كل يوم كل أرض يقف عليها كل خائن يريد أن يبيع حقوق فلسطين والقدس والأقصى بأي ثمن، فمن قبل حرقوا ودمّروا غزة، ويسعون بكل الطرق لهدم الأقصى ولا يقدمون قيد أنملة من الحقوق في ما يسمى "مفاوضات السلام"، فبات كل من يسعى لبيع فلسطين وحقوق الفلسطينين عن طريق ما سمي بالمفاوضات مفضوح وعاري أمام الفلسطينين من كل ما يداري به خيانته، ومن ثم أيضاً لم يبق ورقة توت لدى الأنظمة العربية التي لها علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني، فسقطت كامب ديفيد وسقطت المبادرة العربية وسقطت أوسلو، ولم يبق إلا أن يرتفع العرب عن ضعفهم وذلهم بمشروع إستراتيجي لتأييد المقاومة ولاسترداد الحق الفلسطينى المغتصب.

رابعا: أن هدف أسطول الحرية إن لم يتحقق عملياً من وصول المساعدات لأهل غزة، إلا أنه حقق نصراً إعلاميا وسياسيا، فقد عادت غزة إلى كل وسائل الإعلام العالمية، وباتت قضية حصارها مطروحة أمام العالم بكل قوة وبتداول واسع أحرج الصهاينة ومن تواطأ معهم، وإن كانت القافلة تكلفت عشرة ملايين دولار فقد حقق العدوان نصراً إعلاميا لا يتحقق لو أُنفق مائة مليون دولار على وسائل الإعلام لنشر قضية الحصار، وذلك بخلاف النصر السياسي، بتعرية سياسة العدو وفضحه أمام العالم، خاصة أن الأسطول به عدد كبير من وسائل الإعلام والجنسيات المتعددة.


خامساً: يبقى من المهم الإشارة إلى أن الجيل الذي ولد في العالم العربي بعد اتفاقية كامب ديفيد وبداية طريق الاستسلام للعدو الصهيوني، والذي تمت كل المؤامرات ضده ليخرج جيلاً متصهيناً لا يعرف القدس ولا الأقصى، هو الجيل الذي يخرج شبابه الآن يجاهدون ويقاومون المحتل في فلسطين، ويخرجون في كل العواصم العربية في مظاهرات مدوية يهتفون: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود...
فالحمد لله...لن تموت قضية القدس ولا الأقصى ولا فلسطين كما أراد المستسلمون الخانعون...


كل التحية للأبطال الذين كانوا على ظهر سفينة مرمرة رجال ونساء، وكل التحية لأهل الخير الذين قدموا تلك المساعدات لأهلنا في غزة، ولقد أثبت المسلمون خاصة على ظهر السفينة أننا المسلمون أهل التحضر والحضارة والمدنية والإنسانية، وأننا رغم كل العدوان والدماء وسلب الحقوق والتآمر الصهيوصليبي الدولي صابرون قابضون على مبادى العدل والإنسانية أمام عدو لا يعرف الخير ولا الإنسانية ولا الرحمة...

ورغم كل ما حدث فأعتقد أن الرسالة يقيناً قد وصلت إلى الصهاينة المحتلين، أن جيل النصر قادم وأن القدس عاصمة فلسطين، والأقصى كان وسيظل مسجد وقبلة المسلمين، لذلك هم يفرغون كل ما لديهم من حنق وهمجية لتأخير وصول ذلك الجيل، معتمدين على جبناء الغرب الذين لا يستطيعون أن يواجهوا الصهيونية، لذلك يهاجم الصهاينة بكل غرور وهمجية كل من يقف أمام ظلمهم،
ولكن {وَاللَّـهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [سورة يوسف:21].

 
ممدوح إسماعيل
محام وكاتب
Elsharia5@hotmail.com