وبَعضُهُم (2)
كذلك الذي أَلِفَ الصَّمت واستوطنه فَلَمّا تَكَلَّم خَرَج صوته كالنشيج.. أو كالذي أرخى بينَه وبين الناس سِترًا.. فَلمّا أزاحَه تَبَدّى لهم وله.. من نفسه.. بخلاف ما عَرَفَ وعَهِد..!
وبَعضُهُم.. لا تَليقُ بِه إلا أحاسيسَ مُعينة.. ومشاعر وانطباعات.. يَشعُرُ حينما تَحِلُّ عليه وتتلبسه تفاصيلها.. أنه هو.. بكل بساطة وتجرُّد.. كما يجب أن يكون.. فإذا غادَرَتهُ فكأنما غادَرَته روحه.. وهجرتهُ ملامحه.. لُيزجي الوقت والمَشاعِر.. بِروحٍ باهِتَة وملامِحٍ مُستعارة.. كذلك الذي أَلِفَ الصَّمت واستوطنه فَلَمّا تَكَلَّم خَرَج صوته كالنشيج.. أو كالذي أرخى بينَه وبين الناس سِترًا.. فَلمّا أزاحَه تَبَدّى لهم وله.. من نفسه.. بخلاف ما عَرَفَ وعَهِد..! أو كأولئك الذين حَفَرَ الشَّجَن بباطِنِ قُلوبهم أخاديداً.. وفَجَّر في مدامعهم أنهارًا.. فَلمّا حَنّوا إلى البِشرِ.. تألمت لهم المرايا لما رأت ابتساماتهم.. مكسورة..!
بسمة موسى
مهتمة بالقراءة في مجالات مختلفة والمجال الأدبي خاصة بفروعه المختلفة
- التصنيف: