وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ}
وفي هذه الآية سلوى لكل مكروب ، وهداية لكل مبتلى مهموم أن يوجه قلبه وقبلته إلى الله تعالى وحده .
فهو سبحانه الذى يمس بالضر، وهو الذى يكشفه، لا إله إلا هو .فالمهرب منه إليه، والفرار منه إليه، واللجأُ منه إليه، كما أَن الاستعاذة منه، فإنه لا رب غيره ولا مدبر للعبد سواه. فهو الذى يحركه ويقلبه، ويصرفه كيف يشاءُ.
وهو سبحانه الذى ينجى من قضائه بقضائه، وهو الذى يعيذ بنفسه من نفسه، وهو الذى يدفع ما منه بما منه.
فالخلق كله له ..... والأَمر كله له .........والحكم كله له .... وما شاءَ كان وما لم يشأْ لم يكن، وما شاءَ لم يستطع أَن يصرفه إِلا مشيئته، وما لم يشأْ لم يمكن أَن يجلبه إِلا مشيئته
فلا يأتى بالحسنات إِلا هو، ولا يذهب بالسيئات إِلا هو، ولا يهدى لأَحسن الأَعمال والأَخلاق إِلا هو، ولا يصرف سيئها إِلا هو ، سبحانه وتعالى عما يشركون .
[ طريق الهجرتين لابن القيم بتصرف]
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: