تأملات - تشوهات الأجنة
سؤال 1: ما الحكمه الإلهيه من تشوه الأجنه فى نظركم؟!
إجابة1: ابتلاء له ولأهله لينظر الله هل يصبروا على الآلام النفسية والجسدية ويشكروا على النعم التي لا تُحصَى أم لا. وتشوه الأجنة هو مثل أي مرض أو أذى يتعرض له الإنسان، في النهاية هو ابتلاء.
--------------------------------------------
سؤال 2: اتفق مع حضرتك ولكنى سألت عن التشوهات الخلقيه تحديدا لأن منشأها مختلف عن بقية الأمراض فعندما فكرت بالأمر أن بعض التشوهات تكون بسبب سلوك غير طبيعي للخلايا أو خلل بكروموسومات وتصل إلى سرطانات أحيانا تكون بأطفال منذ الولاده فجاءنى خاطر لم أستطع الرد عليه: إن الله يخلق الملايين أصحاء فماذا لو أخطأ. حاشاه
إجابة 2: الخطأ يحتاج لمرجع "صواب" حتى يصح منطقيا أن نقارنه به ونحكم أنه خطأ.
السلوك الطبيعي ليس هو الصواب وما عداه خطأ، ولكن السلوك الطبيعي هو السلوك المعتاد الذي يُنشئ ما اعتدنا عليه، أو اصطلحنا أنه صِحّي.
خذ مثلا نسبة الذكاء الوراثي، نحن اصطلحنا أن أقل من نسبة معينة او أعلى من نسبة معينة هو غير تقليدي، واتفقنا أن نحكم عليها بما هو خارج standard deviation لمنحنى الجرس المعروف، وبغض النظر أن هذا مجرد اصطلاح، فإننا لا نطلق على من هو أعلى من التقليدي بمقدار كبير (العبقري) أنه مَرَضِي، لكننا نطلق ذلك على ما هو أقل من التقليدي بنسبة كبيرة ونطلق عليه مثلا Mental Retardation
ونحن لم نحكم على العبقري أنه ذو "ذكاء مَرَضِي" لأن المعيار في مجتمعاتنا، لاسيما المجتمعات الرأسمالية هو القدرة على الانتاج، وبالتالي فإننا نعد العبقري "أفضل" من التقليدي، بينما نعد ذا نسبة ذكاء منخفضة جدا "متخلف عقليا".
وحتى لا نخرج عن الموضوع دعنا نقرر أن الصواب هو ما وافق الإرادة الإلهية، وما عداه هو الخطأ، فأنت عندما تصنع شيئا ما تُعد الناتج خطأ لو أنه خرج على غير ما تريد أو غير ما صممت، لكن التشوهات الوراثية لم تخرج عن الإرادة الإلهية أو عن التصميم، أو عن نواميس الكون، وعليه فهي ليست "خطأ"، وإنما هي مقصودة من الصانع، وتسير على القوانين التي وضعها هو، وهو خلقها لحِكَم، فلو كان كل الناس" طبيعيين" لما حدث توازن في العالم من جهة، ولما كان هناك دافع للتطور العلمي من جهة أخرى، ولما كان هناك اختبار للبشر هل سيساعدون الغير قادرين على الإنتاج أم لا، من جهة ثالثة.
أعلم انك لم تقل على التشوهات أنها خطأ، لكني احببت فقط أن أوضح للقراء عموما هذه المفاهيم.
جزاكم الله خيرا.
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: