أهلا يا شهرالخير
رمضان، ذلك الشهر العظيم الذي ينتظره المسلمون بشغف ولهفة، وينتظره المؤمنون بشوقٍ ودمعة، دموع فرح باستقبال أغلى وأكرم الشهور على قلوبهم..
رمضان، ذلك الشهر العظيم الذي ينتظره المسلمون بشغف ولهفة، وينتظره
المؤمنون بشوقٍ ودمعة، دموع فرح باستقبال أغلى وأكرم الشهور على
قلوبهم.
إنه شهر الخير والرحمة، شهر النقاء والعفة، شهر الطهر والصفاء.
فيه تصفو القلوب، وتسمو النفوس، وترقى الأرواح.
فهنيئًا لكم أيها المسلمون بقدوم شهر الخيرات، شهر المبرات، شهر
المسرات، يباهي الله بكم ملائكته، وينظر إلى تنافسكم فيه.
مرحبًا بك أيها الضيف الكريم والشهر العظيم، مرحبًا بك يا شهر
الإحسان، يا نبع الغفران، يا حبيب الرحمن.
ها هي مواسم العطر جاءت بشذاها تنشره بين الناس، مواسم لجني الحسنات،
والتخفيف من السيئات، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
يقول معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم: « »، أخرجه البخاري
ومسلم.
إخوتي في الله:
رمضان كان أمنية حبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم،حيث كان يقول:
« »، وقد كان السلف رحمهم الله يدعون ربهم ستة أشهر أن
يتقبل منهم رمضان الماضي، ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يبلغهم رمضان
المقبل، فأين نحن من الرعيل الأول رضوان الله عليهم.
مرحباً يا سيد الشهور.
يقول المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه: « »، أخرجه الطبراني.
وفي الناس صنفان: صنف يستقبل رمضان بالموائد والمطاعم والمشارب،
ويقضي معظم النهار نائماً، ويقطع معظم ليله هائماً.والصنف الثاني
يستقبل رمضان بالعودة إلى الله والتوبة والاستغفار وترك ما نهى الله
عنه من العصيان، لا سيما في شهر الرحمة والغفران والعتق من
النيران.
والحكمة من الصيام، الحكمة التي من أجلها شرع الصيام، هي التقوى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]. ألسنة صائمة عن الفحش
والسباب والرفث، وآذان صائمة عن سماع الفحش من القول، وأعين لا تنظر
إلى حرام، قلوب مخبتة إلى الله ناظرة،والخسران العظيم أن نخرج من
رمضان ولم نزدد فيه حسنة، ولم نرق فيه عند الله درجة، ذلك وربي هو
الخسران المبين.
يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجبٍ *** حتى عصى ربّه في شهر شعبان
ِ
لقد أظلك شهر الصــــوم بعدهـــما *** فلا تصيّـرهُ أيضاً شهر
عصيــان ِ
فالفائز الرابح بإذن الله، هو من صام امتثالاً لأمر الله، ونهى النفس
عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى، فتكون المكافأة كبيرة والعطية
جزيلة.
أخرج ابن أبي الدنيا وغيره بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « »، فاجتهدوا أحبتي
بتلاوة الذكر الحكيم آناء الليل وأطراف النهار، فالقرآن إما شاهدٌ لك
أوعليك، فيجب علينا استقبال الخير والإحسان بالخير والإحسان، بهجر
المنكرات، وترك الموبقات، وعلينا بصلة الأرحام وبر الوالدين، فإنها
ترضي الرحمن، وتدخل بها الجنان، برفقة المصطفى العدنان.
إنه شهر الخير والعطاء والبر والنماء، إنه شهر الإحسان والجود والكرم
والبذل في سبيل الله، فلا تنسوا أحبتي إخوانكم الفقراء والمساكين،
والأرامل والأيتام المحتاجين، والله إن من الناس من تمرّ عليهم
الليالي ولا يجدون لقمة يفطرون عليها، أو شربة يمسكون بها، وأنتم
تنعمون بالخيرات والعطايا والهبات، فأروا الله من أنفسكم خيراً.
يقول خالد القسري: (إن أكرم الناس بذلاً من أعطى من لا يرجوه، وأعظم
الناس عفواً من عفا عن قدرة، وأوصل الناس رحماً من وصل عن
قطيعة).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« »، أخرجه البخاري.
وكان الربيع بن خيثمة لا يعطي السائل كسرة خبز، ولا شيئاً مكسوراً،
ولا ثوباً مرقعاً، ويقول: (أستحي أن تقرأ صحيفتي على الله وفيها
الأشياء التافهة التي أعطيتها لأجله).
اعمل من خيرٍ وتصدق *** كي تفتح أبواب
الجنة
ما ينقص مالٌ من صدقة *** قولٌ من أزهار السنة
وأخيرًا نسأل الله عز وجل، أن يكون نصيبنا من هذا الشهر الكريم
نصيباً وافراً مباركاً، وأن يرزقنا الباري عز وجل المغفرة والرحمة،
وجنة عرضها السماوات والأرض، وأن لا يكون نصيبنا منه الجوع والعطش،
وأن لا نكون ممن قال عنهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم:« فإن
الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم».
يقول وليد الأعظمي:
إن الصيام عبادة سـرية *** والسرُّ أوسعُ ما يكون مـجالا
« » *** صدق الحديث وصحَّ عنه تعالى
- التصنيف: