غزة والـ (فيس بوك) و(الأقصى) يترنمون: حطم قيدك شيخ صلاح
"حطم قيدك شيخ صلاح.. نادي الأمة، واهتف من نزف لجراح.. أنت الهمة، هذا السجن وأما عزمك.. لا ما هانَ، تجتث الغرقد من ترب ثرى أقصانا"... كلمات منغومة تترنم بها غزة منذ الأحد 25-7-2010 .
الشيخ رائد صلاح رائد صلاح يبدأ اليوم تنفيذ حكم "إسرائيلي"
بالسجن 5 أشهر
"حطم قيدك شيخ صلاح.. نادي الأمة، واهتف من نزف لجراح.. أنت الهمة،
هذا السجن وأما عزمك.. لا ما هانَ، تجتث الغرقد من ترب ثرى أقصانا"...
كلمات منغومة تترنم بها غزة منذ الأحد 25-7-2010 ولمدة 5 أشهر متوالية
حتى قضاء شيخ الأقصى رائد صلاح محكوميته التي بدأ تنفيذها اليوم بسجن
الرملة "الإسرائيلي".
فقد دشن إعلاميون حملة لجعل نغمات الهاتف المحمول كلها في أرجاء
القطاع المحاصر أنشودة "حطم قيدك شيخ صلاح" التي تبثها قناة الأقصى
دعماً للشيخ، وفي ساعات قليلة تجاوب الآلاف من أبناء القطاع البالغ
عددهم مليون نصف المليون نسمة مع الحملة.
الصحفي الفلسطيني علي أبوخليفة يقول في تصريحات خاصة لموقع "المسلم":
"الفكرة نابعة من مدى الحب والإعجاب الذي يكنه الشباب الفلسطيني على
اختلاف انتماءاتهم السياسية للشيخ رائد صلاح، حيث ارتبط ذكره في
الوجدان الفلسطيني والإسلامي عامة بذكر المسجد الأقصى المبارك".
ويتابع "صارت شوارع غزة كلها تترنم بالأشنودة التي انتشرت على
الجوالات، بعد أن بدأها الصحفيون والإعلاميون في القطاع، ومن المنتظر
أن تتبع هذه الحملة حملات أخرى عبر المساجد، وملصقات حمل صور الشيخ،
بالإضافة إلى ندوات وورش العمل".
وحول أهداف هذه الحملات وتأثيرها يضيف أبوخليفة "إنها تعكس مدى حب
والتفاف الشارع الفلسطيني حول الشيخ وتقديره للدور الكبير الذي يقوم
به لحماية مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومقدسات الإسلام، الأمر الذي
يمثل تضامناً ودعماً نفسياً كبيراً للشيخ ويرد الصاع للغطرسة
الصهيونية التي تقصي كل المدافعين عن الأقصى لتتفرد به وتعمل على هدمه
وبناء الهيكل المزعوم".
وأيد الصحفي الفلسطيني عادل زعرب ما ذهب إليه سلفه مشدداً "أجدد عبر
مشاركتي في هذه الحملة عهدى للشيخ رائد صلاح رمز الأقصى وعنوان الصمود
والحرية الذي قاتل المحتلين بكافة جوارحة وكان شوكة في حلق بني صهيون،
ونقول له اصبر واصمد إن الله مع الصابرين، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم
الأعلون إن كنتم مؤمنين".
وكان الشيخ صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني قد توجه
صباح اليوم -في موكب برفقة العشرات من فلسطيني 48- ليسلم نفسه بسجن
الرملة تنفيذاً لحكم بالسجن 5 أشهر بعدما رفضت المحكمة العليا
"الإسرائيلية" طلبه بالاستئناف على قرار المحكمة المركزية الصادر
الثلاثاء الماضي، والقاضي بإدانته في أحداث باب المغاربة عام 2007،
عندما هدم الاحتلال الطريق المؤدي لأحد أبواب الأقصى الشهيرة وذهب
الشيخ محتجاً على أعمال الهدم التي وصفها الاحتلال آنذاك بأنها
ترميم.
"كلنا رائد صلاح"
حملات التضامن مع شيخ الأقصى لم تقف عند مبادرة أهل غزة ولا موكب
فلسطيني الداخل، بل تعدت ذلك للفضاء الإلكتروني، فعبر 19 مجموعة حملت
اسمه على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير توالت التعليقات المتضامنة
مع موقف الشيخ صلاح، وقد تجاوز أعضاء بعض هذه المجموعات 10 آلاف
عضواً.
يعلق المدعو أسامة بإحدى المجموعات قائلاً "كلما ضاقت واشتدت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج، إنا على عهدك يا شيخ رائد باقون ما بقي
الزعتر والزيتون".
صدقي جود، من على نفس المجموعة يقول "منذ الصباح استيقظت على صوت
الشيخ البطل رائد، يهتف: بالروح بالدم نفديك يا أقصى وهو ينفذ حكم
العدو بحبسه 5 أشهر في سجن الرملة ..كان الله معك يا شيخ الأقصى،
اللهم اجعل كل مايقوم به المجاهد في صحيفة أعماله".
ومن بين المتضامنين الذين رافقوا الشيخ إلى محبسه يروي من يسمي نفس
"رطب أبوقرناط"، "عجبا لهذا الشيخ!.. لقد كان يتكلم وكأنه ذاهب إلى
نزهة، وكأن نحن من سيأسر وهو ينصحنا بالتروي..كدت أبكي عندما أتت مسنة
لتودعه وكانت تبحث عنه بين الجمع... حقاً إن المسن والمسنة والشاب
والمرأة والأقصى يبكون فراقه وهو مبتسم.. الله أكبر".
ويضيف "بالفعل كلنا رائد صلاح.. ومن رأى المجتمعين أمام السجن اليوم
عرف أن كلنا كان يريد الدخول معه، ولكن فترة حكمه سيقضيها بشوق مع
الأسرى الذين لطالما اشتاق إليهم..وكما قال لنا صباحا: إنها نزهة
وسأعود، وركعتين للأقصى وفي الأقصى سنكون فور الخروج".
"ولمن قال أو تساءل -يستطرد أبو قرناط- إن كان خارج السجن قادة يسدون
مكان الشيخ أقول: نعم هناك رواد ولكن من تلامذته".
ومن تلامذة الشيخ بالداخل الفلسطيني إلى مريديه ومحبيه ومريديه في
الوطن العربي، حيث تقول إحدى المشاركات في المجموعة "حتى في قلب
لبنان.. أنت بالقلب يا شيخ الأقصى"، ويضيف آخر "والجولان يحبك..
ونازحي الجولان يحبونك.. ولن نرضى إلا بنصر مؤزر على يديك بإذن
الله".
على أعتاب النصر!
وفي كلمته أمام سجن الرملة اليوم يؤكد الشيخ صلاح "نحن الآن ندخل
السجون طاعة لله. نحن الآن ندخل السجون دفاعاً عن الأقصى والقدس. نحن
الآن ندخل السجون انتصاراً لحق أمتنا الاسلامية وعالمنا العربي وشعبنا
الفلسطيني».
ويستهين بما هو مقبل هليه قائلاً "نحن الآن لا نقف على أعتاب السجون.
نحن نقف على أعتاب زوال الاحتلال "الإسرائيلي". لذلك، أؤكدها علانية
أيها الاحتلال الإسرائيلي لا تضحك كثيراً.. لا تفرح كثيراً.. لا تتكبر
كثيراً، فإن كل ثانية سنقضيها في السجن ستكون علينا سعادة من الله
تعالى وستكون عليك لعنة أبدية حتى قيام الساعة".
ويصف الشيخ البالغ من العمر 53 عاماً دخوله السجن بأنه لا يعني
شيئاً، مردداً "ماذا يعني السجن؟ لا يعني لنا إلا شيئاً واحداً، هو
ثمن رخيص جداً من أجل قضية كبيرة وثمينة. إن قضية القدس والأقصى
المحتلين هل تعلمون قضية أكبر منها؟ هل تعلمون قضية أثمن
منها؟".
ومن بين صيحات التكبير التي تقاطعه حذر من أن "هذا العام مصيري.. لا
نستبعد أن يرتكب الاحتلال خلاله فرض تقسيم المسجد الأقصى بقوة السلاح
بين المسلمين واليهود، أو ارتكاب حماقة بناء هيكل أسطوري على حساب
المسجد الأقصى المبارك".
وتابع تحذيراته من حرب إقليمية كتداعيات للخطوة الإسرائيلية المحتملة
بقوله "قد يستبعدها الناس السطحيون، كل إنسان يفكر بعضلاته... يفكر
بسلاحه... يفكر باستخباراته يستبعد ما أقول... الذي يفكر بعقله السوي
يسمعني جيداً، ما زلت أحذّر منبهاً، وأقول إن هذا عام مصيري أنا لا
أستبعد أن يرتكب الاحتلال "الإسرائيلي" حماقة أخرى، هي إثارة حرب
إقليمية على صعيد كل الشرق الأوسط".
15/8/1431 هـ
- التصنيف: