نصيحة لمن تريد الزواج من مدخن

منذ 2016-08-07

أن المدخن متعاونًا على المعصية قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة: 2]، والإثم هو المعصية، فكلما اشتريت الدخان، أو بعته، أو دخنت في مكان فرآك شخص وأراد التدخين لأن رائحتها أعجبته، أو أعجبه طريقة مسكتك للسيجارة، أو عرضتها على شخص، أو أعطيته قداحة ليشعل سيجارته فأنت متعاونًا على الإثم.

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد كثر استفسار النساء حول الزواج من المدخنين صحيًا، والمستفسرات منهن أكثر بكثير من المستفتيات عن حكم الزواج من مدخن شرعًا، لذلك سأذكر الرد على الاستفسار ثم الكلام على التدخين شرعًا حتى تكون الصورة كاملة لهن.

فقد ذكرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية تقرير طبي مختصر، بيانه الآتي:
التدخين هو أكبر سبب وفاة في بريطانيا العظمى. ففي كل عام هناك حوالي مائة ألف حالة وفاة بسبب التدخين، مع الكثير من الأمراض التي لها علاقة بالتدخين.
التدخين يزيد من تعرضك لـخمسين مرض خطير، بعضه قاتل والأخر لا يمكن الشفاء منه لأنه يكون مرض دائم.
أنت ممكن أن تمرض بهذه الأمراض الخبيثة عن طريق:

أن تكون مدخن.
أو عن طريق المدخنين الذين حولك "انتبهوا يا نساء، لأن هذه الأمراض قد تصيبك بالرغم أنكِ لا تدخنين أو قد تكون سببًا في وفاتك مباشرةً".
التدخين سبب التعرض لمرض السرطان بنسبة 90%. وهو يسبب سرطانات أخرى في الجسم:
الفم، الشفاة، الحنجرة، الحلق، المريء، المثانة، الكبد، الكلي، المعدة، بانكرياس.
التدخين يضر القلب والدورة الدموية، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض على سبيل المثال:
مرض القلب التاجي، نوبة القلب، السكتة الدماغية، تلف الأوعية الدموية، تلف الشرايين التي توصل الدم للدماغ.
التدخين يزيد من سوء حالة المتعرضين لأمراض التنفس مثل الربو، التهابات الجهاز التنفسي مثل البرد.بالنسبة للرجال، التدخين يسبب العجز الجنسي لأنه يحدد من تدفق الدم إلى القضيب، ويمكن أيضًا أن يقلل الخصوبة عند الرجال والنساء على السواء.

سلبيات المدخنين على غير المدخنين:
التدخين المستعمل أو التدخين السلبي "هكذا يسمونه"، هو عبارة عن التدخين من سيجارة أحد المدخنين يدخنها بنفسه، أو استنشاق ما يدخنه المدخن "عمدًا أو بدون عمد للصغير والكبير على سواء".
استنشاق دخان المدخن، يزيد من تعرضك لنفس أمراض المدخن "التي ذكرناها"، على سبيل المثال؛ استنشاق دخان المدخن لغير المدخن يزيد من تعرضك لسرطان الرئة بنسبة ربع احتمال تعرض المدخن للسرطان.
الاطفال الرضع والاطفال عمومًا عرضة بشكل خاص لآثار هذا النوع الخطير من التدخين "التدخين السلبي"، الطفل الذي يتعرض لهذا النوع من التدخين هو عرضة لزيادة خطر الأمراض الصدرية، والسعال المستمر، ومرض التهاب السحايا، ولكن لو أن الطفل عنده مرض الربو مثلاً، فإن الحالة تزداد سوءًا.
وهم أيضًا "أي الأطفال" عرضة لمرض موت الرضع المفاجئ "موت المهد أو موت سرير الأطفال الصغار ذو الأخشاب من الأربعة جوانب"، والتعرض لالتهابات الأذن الحادة المؤلمة.

خطورة التدخين على الحامل:
لو أنكِ تدخنين في فترة حملك، فأنتِ تعرضين صحتك وصحة جنينك للخطر. التدخين في فترة الحمل "أو أن تكوني حول المدخنين في فترة حملك" يجعلك عرضة لزيادة مضاعفات الأتية: الإجهاض، خطر الولادة المبكرة قبل اكتمال نمو الجنين، انخفاض وزن الجنين عند ولادته، وفاة الجنين في البطن "أو ولادته ميتًا". انتـهـى

بعد أن انتهت ترجمتي للتقرير القصير، أود أن أضيف جملة قصيرة من بحث آخر لمجموعة من الباحثين على بي إم سي ميدسين تقول: "أن هناك اثنين من ثلاثة مدخنين يموتون في العالم، وأن المدخن يموت قبل المعدل الطبيعي للوفيات بـ 10 سنوات". انتهى

الآن أريد أن اسأل المرأة، ما رأيك فيما قرأتيه؟!
هل ستعرضين نفسك لهذه الأمراض؟!
هل ستقتلين نفسك؟!
وإذا قدر بينكما الأولاد هل تقبلين عرض أولادك لكل هذه المخاطر "خطر الموت أو الأمراض الدائمة أو المميتة"؟!
هل تقبلين رجل معرض لخطر الموت؟!
هذه الأسئلة موجهة أيضًا لكل ولي امرأة يريد تزوجيها لمدخن … هل تقبل بهذا؟!
الناس اليوم لا تقبل أن تشتري سيارة مدخنه "أي يخرج منها عادم الدخان" فكيف تقبلون برجل يدخن!!!
استخدم عقلك واسترحم قلبك على هذه المسكينة التي جعلها الله عندك أمانة.

وأنتِ يا أخت لا تتهاوني في هذا، وإن كنتِ تريدين الزواج من مدخن فعليكِ أن تجعلي شرطًا من شروط زواجك أن لا تدخلي عليه حتى يقلع عن هذه العادة المقززة المحرمة القاتلة، وأن تتأكدي أنه أقلع عنها تمامًا وإلا فإنه لو تحجج أنه سيقلع عنها بعد الزواج بمساعدتك "مثلما نسمع هذه الأيام"، فإذا لم يستطع أن يقلع عنها الآن وهو ليس تحت أي ضغط من ضغوط الحياة ومسؤولية الأسرة، فكيف سيقلع عنها فيما بعد!!!

الآن نتكلم عن حكم الشرع الذي قل من يسأله عنه في زماننا وإن كان الأولى السؤال عنه أولًا ولكنه ضعفٌ في الإيمان وجهلٌ بأهمية العلم بحكم الشرع في جميع أمور حياتنا. هذا الدين العظيم دين كامل من جميع جوانبه، ولكن قل من يسأله عنه وقل طلابه وإلى الله المشتكى.

فاعلموا - هداكم الله - أن التدخين محرم بالكتاب والسنة، لما يترتب عليه من الأضرار التي ذكرناها في السطور السابقة، قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ‌} [المائدة: 4]
وقال سبحانه مخبرًا عما بعث لأجله النبي صلى الله عليه وسلم: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [الأعراف: 157]
ولو سئل العقلاء تحت أي خانه يضع الدخان؟ هل يضعه تحت الطيب أم الخبيث؟ فإن الإجابة ستكون بالطبع أنه من الخبائث {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}
المدخن يضر نفسه ويضر غيره وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا ضَررَ ولا ضِرارَ» [المعجم الأوسط: 1/90].

وهذا المدخن نخشى عليه أن يكون قاتلًا لنفسه لأنه انتحار بطئ يؤدي إلى الموت ولو بعد حين، وقد كُتب على علب السجائر العالمية "التدخين يقتل" -أي سيقتلك ويقتل من حولك- وقد أمرنا الله  تعالى ألا نقتل أنفسنا لقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ‌} [النساء: 29]
والتدخين مَهلكة كما ذكرنا لا محالة قال الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]. 

هذا والتدخين مضيعة للوقت والصحة والمال وهذا كله سيُسأل عنه يوم القيامة، قال الله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} والتدخين مضيعة للمال كما ذكرنا فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ كره لكم ثلاثًا: قيل وقالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السُّؤالِ» [صحيح البخاري: 1477].

ومن يرى رجلًا يمسك بيده مالًا ويوقد فيه النار شك في قواه العقلية، وهذا فعل المدخنين هداهم الله، اذكر قصة أن امرأة طلبت من زوجها ورقة مالية غالية "كقيمة خمسين جنيهًا استراليًا" ثم اشعلتها، فصرخ فيها زوجها واتهمها بالجنون، فقالت “ هكذا أنت تفعل في مالك، بحرقك لهذه السجائر”.

كما أن المدخن متعاونًا على المعصية قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة: 2]، والإثم هو المعصية، فكلما اشتريت الدخان، أو بعته، أو دخنت في مكان فرآك شخص وأراد التدخين لأن رائحتها أعجبته، أو أعجبه طريقة مسكتك للسيجارة، أو عرضتها على شخص، أو أعطيته قداحة ليشعل سيجارته فأنت متعاونًا على الإثم.

هذا وإن ما سبق عام في شرب الدخان، سواء كان عن طريق السجائر، أو الشيشة، أو غيره. ولا عذر للإنسان بحجة أنه لا يستطيع الإقلاع عن هذه العادة المقززة، وقد أقلع عنها كثير من الناس، ولكن الأمر يحتاج إلى عزيمة قوية، ويقوي العزيمة الإيمانية بالتوبة إلى الله من هذا الذنب، ويترك هذه المحرمات القاتلة، ويستعين بالله الموفق. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلم: علي بن محمد بن ونوس