تاريخ فرق الشيعة و مذاهبهم
الفرقة الأولى السبئية: وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي قيل أنه من الحيرة وهو الأرجح أو من اليمن، أظهر الإسلام في عهد عثمان (رضي الله عنه) مكرًا لإشعال الفتنة وقد نجح...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى صحبه
أجمعين، رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً وبأبي بكر
وعمر وعثمان وعلي خلفاء راشدين مهديين من بعد الرسول -صلى الله عليه
وسلم-.
أما بعد:
تقسم الشيعة تاريخياً إلى الفرق التالية:
الأولى السبئية: وهم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي قيل أنه من
الحيرة وهو الأرجح أو من اليمن، أظهر الإسلام في عهد عثمان (رضي الله
عنه) مكرًا لإشعال الفتنة وقد نجح، ويعتبر هو أول من نادى بالغلو في
أهل البيت وهو أول من وضع أساس ذلك ولذلك ينسب إليه كل طوائف
الشيعة.
انتقل من بلد إلى أخرى ينشر هذه الأفكار، وعندما وجد من يتبعه دعى
إلى ولاية علي (رضي الله عنه)، ثم إلى ألوهية علي (رضي الله عنه)،
وكلما بث هذه الأفكار في من معه أظهر فكرة جديدة في الغلو؛ فقد دعى
إلى الرجعة، ثم إلى صعود علي (رضي الله عنه) إلى السماء ونفى موته وأن
الرعد صوته والبرق سوطه؛ ولذلك قال عند موت علي (رضي الله عنه):
"والله لو جئتمونا بدماغه في صره لم نصدق بموته، ولا يموت حتى ينزل من
السماء ويملك الأرض"!!!
وهو أول من علم الشيعة كيف يؤولون القرآن بحسب هواهم؛ فقد دعى أن
محمد (صلى الله عليه وسلم) سيعود واستدل بقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ}[سورة
القصص: 85]، فسبحان الله من جهل بالتفسير وأسباب التنزيل، ولكن أصبح
هذا منهج الشيعة عامة...
ولقد بدأ بهذه الفتن في عهد علي رضي الله عنه الذي نفاه إلى اليمن،
ويا ليته أحرقه مع من أحرق، ولكن الله يقدر، وإن كان بعض الشيعة
ينكرون عودتهم إلى ابن سبأ بل وآخرين ينفون وجود أي شخصية بهذا الاسم
إلا أن الأسس التي أخذها ابن سبأ من اليهودية وباقي الديانات الخرافية
ووضعها عقيدة له ولأتباعه ما زالت عقيدة لكل طوائف الشيعة برغم
تفاوتهم بالغلو، ولذلك تعتبر هذه الفرقة هي أصل كل طوائف الشيعة إلى
يومنا باختلاف حججهم ودعواهم؛ فقد وضع ابن سبأ قاعدة عدم رد الأحاديث
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بل إلى علي رضي الله عنه وعلى نهجه؛
فطوائف الشيعة تغير من منهجها ما يحلو لها ولميولها بأحاديث تنسبها
كذبا إلى الأئمة دون ردها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ولاحظ ذلك في
كتبهم وادلتهم.
الثانية الكيسانية: ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الإمام علي (رضي الله
عنه) وعرفوا بموالاتهم لابن الحنفية، وقد اشتد ظهورهم بعد تنازل الحسن
(رضي الله عنه) لمعاوية (رضي الله عنه) فقد أسقطوا خلافة الحسن
والحسين (رضي الله عنهم) ودعوا إلى خلافة محمد بن الحنفية (رضي الله
عنه) وأنه وصي أبيه، وان كانت فرقة منهم أثبتت إمامة الحسن ثم الحسين
ثم ابن الحنفية إلا أن الأكثرية دعوا إلى إمامة ابن الحنفية مباشرة
وكفروا مخالفه، وتنسب تسمية الكيسانية إلى كيسان مولى علي (رضي الله
عنه) أو إلى كيسان تلميذ ابن الحنفية (رضي الله عنه)، ومع مرور الوقت
تحول الكثير من طوائف الكيسانية إلى المختارية.
الثالثة: المختارية: يتزعمها المختار بن ابي عبيد الثقفي وقد بدأ
بجماعة صغيرة ثم تجمع معه الكثير من أتباع الكيسانية كما ذكرنا، كان
المختار ذكي وماكر، وعمه والي الكوفة من قبل علي (رضي الله عنه)، وقد
سمي فيما بعد بكيسان؛ فقد أطلق ابن الحنفية كما يزعمون عليه هذا اللقب
تكريما له وتشبيها بأفضل تلامذته، وقد دخل الكثير من المعارك باسم ابن
الحنفية وانتصر بها ثم تمادى حتى ادعى أنه يوحى إليه، ويعتقد أنه كذاب
ثقيف الذي روته حديثه أسماء (رضي الله عنها) عن الرسول (صلى الله عليه
وسلم)، وقد ادعت هذه الطائف بأن ابن الحنفية لم يمت بل حبسه الله وسوف
يخرج في آخر الزمان، بل وتمادوا في وصف حالته في محبسه كوجود أسد عن
يمينه ونمر عن شماله..الخ من الخرافات. وقد حاول المختار جاهداً إقناع
بن الحنيفة بتآييده فرفض هذا الأخير. فلم يجد المختار بداً من طلب
الخلافة لنفسه، وقد كانت نهايته على يد مصعب بن الزبير (رضي الله
عنه).
الرابعة: الزيدية: ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الحسين (رضي الله عنه)
فلم يجدوا في بزين العابدين الإمام الذي سوف يسير على هواهم بل تركهم
وما يدعون وأصبح من أولياء بني أمية وجليس يزيد بن معاوية؛ لذلك
انتسبت هذه الفرقة إلى ابنه زيد الذي خرج على حكام بني امية وأشهر
سيفه؛ ولذلك سموا بالزيدية واستكملت هذه الطائفة الإمامة في أبناء
زيد، وتعتبر هذه الفرقة من أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنة؛ فهم لم
يكفروا الصحابة (رضي الله عنهم) ولم يتطاولوا عليهم بل واعترفوا
بأمامة الخلفاء أبو بكر و عمر و عثمان (رضي الله عنه) لمبايعة علي
(رضي الله عنه) لهم وإن كانت بعض فرق الزيدية خالفت ذلك وخرجت على
مبادىء زيد إلا أنهم قلة. وقد قتل زيد بن علي (رضي الله عنه) بعدما
غدر به الشيعة من أتباعة وتركوه في أرض المعركة منفردا وما هو إلا
تاريخ يعيد نفسه فكما غدروا بعلي (رضي الله عنه) والحسين (رضي الله
عنه) غدروا الآن به لقتل منفردا.
وهم كما قلنا أقرب الفرق للسنة؛ فهم يقولون بولاية المفضول وبعدم
عصمة الأئمة ولا يدعي بوجود الغائب المكتوم ولكنهم وافقوا المعتزلة
بمرتكب الكبيرة وأنه بين المنزلتين، كما لم يقل بابداء ولا بالرجعة،
والجدير بالذكر أن هذه العقيدة انحرفت لدخول علماء الضلالة بها؛
فالكثير منهم أصبحوا يتبعون باقي طوائف الشيعة بعقيدتهم المنحرفة،
وتوجد اليوم عند بعض العشائر البدوية في اليمن. ومن أشهر طوائف هذه
الفرقة الجارودية والحصنية، والجارودية يقولون بتكفير الصحابة
أيضاً.
الخامسة: الرافضة: وقد سموا بهذا الاسم لرفضهم أكثر الصحابة، وقيل
لرفضهم إمامة زيد، إلا أن الأول هو الأرجح لأنهم وجدوا قبل زيد بل
ودعوه لمعتقداتهم من رفض إمامة الشيخان ورفض حكم بني أمية وغيرها ولقد
رفضها جميعها ولم يلتفت إليهم، ومن أهم مسمياتهم الخشبية لقتالهم
بالخشب؛ فهم لا يجيزون رفع السلاح إلا بوجود راية للإمام المعصوم، كما
أطلق عليهم الإمامية لدعوتهم بوجود نص إلهي بولاية علي (رضي الله
عنه)، ومن هنا نعلم أن طائفة الشيعة الاثنى عشرية إحدى طوائف فرقة
الروافض الذين يقولون بالمهدي والرجعة والبداء والتقية وغيرها من
خرافات هذه العقيدة. وسنسعى جاهدين إلى تفصيل هذه الفرق بتفرعاتها
التي أصبحت عليها الآن لكي نعلم أساس الطوائف التي يعلوا صوتها بكل
باطل بل ويناظرون وهم على باطل. وتتركز هذه الفرقة إيران والخليج
العربي والعراق وجنوب لبنان والهند.
- التصنيف: