بذرة

منذ 2016-09-20

ذهبوا وما تركوا أثرًا لهم..عاشت هي.. بقيت هي.. وذهب الظالمون بظلمهم.

نفسٌ مَثَلُها كبذرةٍ جافة؛ ظاهرها أن لا روح فيها، أرادوا لها حبس أشدّ من صلابة قشرتها، فألقوا بها في تربة طينية غليظة وأهالوا عليها الرمال السوداء، وأحكموا قيدها غيظًا وبللوا الثرى حقدًا لعلّها إن لم تمت حبسًا تموت غرقًا! حسدًا من عند أنفسهم وشرًا..
فاستكانت وظنّوا أنّها ماتت، وقالوا: أراحت واستراحت!!
وما علموا أنّ ما قُدِّر له الحياة لن يموت ولو اجتمعوا هم وأسبابهم عليه، ومن حيث أرادوا لها الموت؛ عاشت! فدبّت فيها روح انزوت فيها وغفت، فشاء الله أن عادت فنَمَت وَرَبَتْ، وشَقّت ظُلُمَاتها الثلاث؛ ظلمة نفسها وظلمة قشرة صلبة ولدِت بها، ثم ظُلمة مُحيط طيني أُلقت فيه كرهًا وغصبًا!
برغم كلّ شيء شقّ بُرعمها لينمو أخضرًا زاهيًا في سوادٍ لا تفصيل فيه، بُرعمٌ ليّنٌ طريٌ لكنّه أمضى من سيف القساوة التي في قشرة تدّثرت بها، بُرعم أجمل من قبح الطين وفظاظة الأرض اليَبَس.
خرجت تحمل في كنف اللين عزم الحياة.. أمّا القُساة؛ ما حالهم ؟!
ذهبوا وما تركوا أثرًا لهم..عاشت هي.. بقيت هي...وذهب الظالمون بظلمهم.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

شيماء علي جمال الدين

طالبة علوم شرعية على أيدي الشيوخ سواء على شبكة الإنترنت أو في محافظة الإسكندرية مهتمة بمجال دراسة علوم القرآن والتفسير بشكل خاص. لها العديد من المقالات والأبحاث والقصص القصيرة المنشورة على الشبكة الإلكترونية.