دموع الندم لا تروي صبَار المقابر
أصلحوا علائقكم، الموت قد لا يُمهل، دموع الندم لا تروي صبَار المقابر، ولا تزيد الأكفان نصاعة
صليت بالناس .. ثم استدرت بعد التسليم ..
أقبل علي وجلس أمامي، وجهه محمل بآثار الغربة التي ترسم (شِئنا أم أبينا) شيئاً في ملامحنا، وعينه فيها كلام كثير، جعلني أهش له مرحباً على وجل!
نطق فقال: يا شيخ جالي خبر قبل الصلاة بوفاة زوجتي، وامتقع وجهه وغارت عيناه.
فلول البسمة فرت من ملامحي سريعاً، وصرت لا أدري ماذا أقول له!
رغبةٌ ملحةٌ في أن أقيمه فألتزمه وأحتضنه، لكني موقنٌ من أنه سينفجر وقد لا أستطيع تهدئته، هو بحاجة للتماسك.
على أية حال ..كثيراً لا تملك الفرصة لتحزن .. كما ينبغي !
ظللت أدعو لها ويؤمن باكياً، وقلبي ينتفض مع تأمينه، ثم قام ومضى، رمقته بنظري حتى خرج من باب المسجد،
تُرى هل هذه الدنيا تستحق كثيراً مما نعقدها بها؟!
أصلحوا علائقكم، الموت قد لا يُمهل، دموع الندم لا تروي صبَار المقابر، ولا تزيد الأكفان نصاعة.
محمد عطية
كاتب مصري
- التصنيف: