التغيير ضرورة.. (1)
تَعدد العداءات في المنطقة وتوليد عداءاتٍ متقاطعةٍ جديدة، كل هذا يُنسي الناس والحكومات العداء الأصلي المحدد والمباشر مع العدو الصهيوني النائب عن العدو الغربي، وهو ما تراهن عليه إسرائيل والأمريكيون اليوم. وبالتالي تتقدم إسرائيل للأنظمة العفنة وللنخبة الساقطة وللشعوب التائهة بأن وجودها ليس مناقضاً لوجود العرب بخلاف إيران، إذن فعلى العرب والمسلمين الاختيار بين الضبع الإيراني والذئب الإسرائيلي!
تفجر بئر العداء..
تَعدد العداءات في المنطقة وتوليد عداءاتٍ متقاطعةٍ جديدة، كل هذا يُنسي الناس والحكومات العداء الأصلي المحدد والمباشر مع العدو الصهيوني النائب عن العدو الغربي، وهو ما تراهن عليه إسرائيل والأمريكيون اليوم.
وبالتالي تتقدم إسرائيل للأنظمة العفنة وللنخبة الساقطة وللشعوب التائهة بأن وجودها ليس مناقضاً لوجود العرب بخلاف إيران، إذن فعلى العرب والمسلمين الاختيار بين الضبع الإيراني والذئب الإسرائيلي!
مع انفتاح بئر العداء الطائفي والإثني المتعدد والهادر في وقتٍ واحد يتيه فيه العداء الأصلي حتى يصل العدو الى مبتغاه من تفتيت ما تبقى وتجزئة المجزأ سلفاً.
والخطير في الأمر أن السياسات المتبعة ـ وخاصة الخليجية ـ هي سياسة الاحتماء بعدوٍ من عدوٍ آخر، دون بناء قوةٍ ذاتية، فاستجار العرب من إيران بصدّام العراق، ثم استجاروا من صدام بالأمريكيين، ثم يحتمون اليوم من إيران بإسرائيل، والتجربة التاريخية تقول أن هذه السياسة لا يستفيد منها سوى الأعداء الذين يمزقون تلك الفريسة المغرية للإفتراس!
بينما الطريق الواضح يقول أنه لا بد أن نتواجد أولاً، وأن نبني قوةً ذاتية، ولا يكون إلا بشريعتنا وهويتنا ودور الأمة. لكن المفارقة أن هذا هو محل عداء الأنظمة التابعة للعدو، والذي يمنع بدوره منها ويجعل الإسلام والشريعة إرهاباً واستقلال هويتنا مروقا، كما يمنع من البناء الذاتي لتبقى التبعية!، فعدنا من حيث أتينا وبقينا في حلقة مفرغة!
ولا يقول قائلٌ أن هؤلاء الملوك والحكام والرؤساء والأمراء مضغوطون من القوى العظمى ويقاومونهم، فإما أنهم مضغوطون فنعم، وأنهم يأتمرون بهم نعم، وإما أنهم يقاومون فذلك خيال، إذ من قاوم في البداية منذ عقود فقد استمرأ الخنوع والتبعية والعمالة اليوم؛ فأول الفاحشة غير اعتيادها! ولهذا فهم الذين يطالبون أمريكا في البقاء في المنطقة وعدم التخلي عنها، كل هذا يقول أنه لا بد من طريق آخر تأخذ فيه الشعوب دورها وتقرر مصيرها وتدرك نفسها قبل الانهيار.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: