مع القرآن - "لا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ"
هذا شأن ومقام المنافقين الكارهين للشريعة المحاربين لتطبيقها الكارهين لأوليائها إلى يوم الدين
أناس خرجوا من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم بنقمة الله فما استفادوا وما تابعوا وما انقادوا.
أسوأ مقام و أوضع شأن يمكن أن يتسنمه من تمتعٍ بصحبة النبي صلى الله عليه و سلم هو شأن المنافقين و مقامهم عند الله و لازال هذا شأن ومقام المنافقين الكارهين للشريعة المحاربين لتطبيقها الكارهين لأوليائها إلى يوم الدين
قال تعالى :
{وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84]
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا} من المنافقين {وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ} بعد الدفن لتدعو له، فإن صلاته ووقوفه على قبورهم شفاعة منه لهم، وهم لا تنفع فيهم الشفاعة، {إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} ومن كان كافرًا ومات على ذلك، فما تنفعه شفاعة الشافعين، وفي ذلك عبرة لغيرهم، وزجر ونكال لهم، وهكذا كل من علم منه الكفر والنفاق، فإنه لا يصلى عليه، وفي هذه الآية دليلٌ على مشروعية الصلاة على المؤمنين، والوقوف عند قبورهم للدعاء لهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، يفعل ذلك في المؤمنين، فإن تقييد النهي بالمنافقين يدل على أنه قد كان متقررًا في المؤمنين.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: