تبدل القيم 1
أول حادثة اغتصاب في مصر (فتاة العتبة) اهتزت لها البلاد والصحف؛ لكن أصبحت أخبار الاغتصاب تُكتب في سطر جانبي في الصحف بعد ذلك
أول حادثة اغتصاب في مصر (فتاة العتبة) اهتزت لها البلاد والصحف؛ لكن أصبحت أخبار الاغتصاب تُكتب في سطر جانبي في الصحف بعد ذلك، بل وأصبح خبرًا عاديًا متكررًا إذ قد هضم المجتمع تلك الجريمة!
كانت الفتاة عندنا تستحيي أن تلبس ملابس ضيقة (بنطلون ـ استريتش) أمام والدها وإخوتها ومحارمها، اليوم أصبح هو الملبس الرسمي، بل ترتديه من تلبس على رأسها خرقة تسميها حجابًا، بل وتلبسه بنات المحجبات وبنات رواد المساجد!
علاقة البنت بشاب وزميل كلية ومكالمته كان غير قائم، وإن تم فلا يتم إلا على سبيل الجريمة المتخفية، لكن اليوم يتم بعلم الأم والأب، وقد يغضون الطرف على انحرافات على أنها مرحلة سِنّية! لا تنسَ؛ فالأم قد تكون محجبة والأب قد يحمل زبيبة صلاة يا مؤمن!
الملابس الخادشة للحياء والتعري العابر أو مشاهد الرقص في التلفاز كانت محل استهجان وينهى الآباء أبناءهم عن المشاهدة ويغلقون الجهاز؛ اليوم يُدخل الناس أبناءهم وبناتهم لحفلات الغناء والرقص وتبكي الأم من الفرحة أن ابنتها حازت إعجاب الذئاب!
أول جريمة سرقة مال عام أحدثت ضجة عنيفة في الثمانينيات، اليوم أصبحت هذه السرقة هي العملة الرسمية لرجال الأعمال، وبها يتقدم ويشتهر، ويصبح بابًا له لدخول علم السياسة والترشح للبرلمانات؛ فهو رجل ضليع في السياسة بدليل أن نصيبه من السرقة من المال العام وأراضي الدولة نصيب كبير!
قضايا الآداب كانت تعني النهاية المعنوية للشخصية المتورطة، كأنها قتل معني؛ اليوم تدفع الممثلات المغمورات أموالًا للصحف لتتكلم عن تورطهن في قضايا آداب لتحوز التفات الجمهور ليصبح بابًا للشهرة والنجومية لشعوب أمست تحيي الشهرة لذاتها ولو في قضايا الآداب!
أما تبدل العقائد والواقع فله حديث قادم، وما زال التغيير ضرورة، فالانحدار قائم ومتسارع ولا بد من إيقافه.
مدحت القصراوي
كاتب إسلامي
- التصنيف: