مصاحبة الغافلين

منذ 2016-10-20

حتى تصبح مرغوبًا مطلوبًا، لك شأنٌ في جلساتهم، يرفعون إليك رقابهم وينبسطون إليك في أقوالهم وتنبسط إليك أساريرهم، عليك أن تتنازل ولو قليلًا فتجامل في الغيبة وتساهم في النميمة وتشارك في أحاديث لا تصح، فقط لترضيهم

حتى تصبح مرغوبًا مطلوبًا، لك شأنٌ في جلساتهم، يرفعون إليك رقابهم وينبسطون إليك في أقوالهم وتنبسط إليك أساريرهم، عليك أن تتنازل ولو قليلًا  فتجامل في الغيبة وتساهم في النميمة وتشارك في أحاديث لا تصح، فقط لترضيهم.
ولا تدري يا مسكين أن الوحدة خير من تلك الصحبة وأن غضبهم أفضل عند الله من رضاهم، قال  تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف جزء من الآية: 28]
قال الإمام ابن القيم  رحمه الله: " فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.
قال ابن حبان رحمه الله: " العاقل لا يصاحب الأشرار لان صحبة السوء قطعةٌ من النار تعقب الضغائن لا يستقيم وده ولا يفي بعهده.
قال صلى الله عليه وسلم: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (رواه أبو داود: 4833) "، وقد قيل "إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري"
قال عبدالله بن المعتز رحمه الله " إخوان السوء ينصرفون عند النكبة ويقبلون مع النعمة "
ثم قال: "ومن تأمل حال هذا الخلق وجدهم كلهم إلا أقل القليل ممن غفلت قلوبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم فرطاً ؛أي: فرطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل يعود بضررهم عاجلًا وآجلًا ".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.