بيان جبهة علماء الأزهر بحق الاعتداء على كنيسة بغداد

منذ 2010-11-04

إن جبهة علماء الأزهر التي أدانت ولا تزال تدين جرائم الاختطاف للآمنات المسلمات فإنها بنفس الدرجة تستنكر وتدين أي اعتداء يقع على عرض أو دم أو مال لمعاهد أو ذمي في أي مكان كان ..



لا تخفروا الله في ذمته *** إن أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا

لما نزل التتار دمشق، وعاثوا في الأرض فساداً ، وأسروا من أسروا فيها من مسلمين وأهل كتاب

أرسل السلطان قلاوون إليهم الإمام ابن تيمية ليفاوضهم في اطلاق سراح الأسرى عرضوا عليه أن يطلقوا له سراح الأسرى من المسلمين فقط فأجابهم الإمام ابن تيمية رضي الله عنه قائلاً : (( أهل ذمتنا قبل أهل ملتنا)).


ذلك هو الدين الذي ندين به وندعوا إليه فإن ذمة الله أغلى عندنا من حياتنا وهي كذلك أغلى ما يحرص عليها المسلم بعد دينه وفي الحديث الذي أخرجه الترمذي عن أبي هريرة بسند صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا من قتل نفساً معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله، فلا يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا )).


إن جبهة علماء الأزهر التي أدانت ولا تزال تدين جرائم الاختطاف للآمنات المسلمات فإنها بنفس الدرجة تستنكر وتدين أي اعتداء يقع على عرض أو دم أو مال لمعاهد أو ذمي في أي مكان كان ، وتعتبر ذلك اعتداء يقع عليها وعلى دينها يستوجب الاستنفار له خاصة إذا تذرع المجرمون فيه بالدين وتستروا به، فإن الجرائم لا تبرر الجرائم.


وإننا لا يفوتنا في هذا البيان أن نقدر للأستاذ/ فخري عبد النور كريم تقديره لإخوانه المسلمين فيما صدر عنه أمس حيث قال: إن الذين قاموا بتلك الجريمة هم مجرمون وليسوا مسلمين، لأن الإسلام غير ذلك، وأن المسلمين في مصر هم الذين يتولون حماية إخوانهم من أهل الكتاب ومعابدهم فيها.

إننا نرجو أن يكون مثل هذا القول العاقل هو ديدن مثيري الفتن ومؤججي نيران العداوة والبغضاء طلبا للعافية وحرصا على السلام الذي لا سلامة لأحد في غيره.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

صدر عن جبهة علماء الأزهر في 25 من ذي القعدة 1431هـ الموافق 2 من نوفمبر 2010م


 

المصدر: جبهة علماء الأزهر