أحمد ياسين وجهاد المصلين
منذ 2004-03-26
أما هو فقد نال الأمنية التي تمناها، ووصل غاية الطريق التي سار فيها،
ونال الموت شهادة أشهى ما يكون الموت، وحاله في هذه الشهادة أشبه شيء
بحال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي دعا في شهر وفاته الذي طعن
فيه "اللهم قد كبرت سني وضعفت قوتي فارزقني شهادة في سبيلك واجعلها في
بلد نبيك" فنالها عمركما تمناها، وهكذا الشيخ أحمد ياسين رزق الشهادة
على كبر سنه وضعف قوته وبجوار الأرض المقدسة التي باركها
الله.
لقي الله وهو في ذمته « فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله » وفاضت روحه ورفعت شهادته وتم جهاده في يوم الاثنين الذي تعرض فيه الأعمال على الله.
إن استشهاد الشيخ يمثل مرحلة أخرى في مسيرة جهاده، ويؤثر ذات الأثر الذي كان الشيخ يؤثره في حياته، إن الشيخ الذي قضى عمره وهو يبني في النفوس عزيمة المواجهة للعدو، وقوة الصبر على المدافعة قد أعلى بناءه ذلك بروعة استشهاده.
إن الصور التي رأيناها في جنازة الشيخ لشباب يافعين سوف تصنع فيهم جنازة الشيخ واستشهاده ما لا تصنعه بلاغة الكلام وإطناب العبارة، إن هؤلاء الشباب يُصْنعون ويتربون بمثل هذه الأحداث وتؤسس في ذواتهم معاني ما كانت لتؤسس بغير هذه المشاهد.
إن شهادة الشيخ ياسين وما جرى معها وحولها تحفر خنادق في القلوب تمنعها من الذوبان، وتحول حرارة الحزن إلى وقدة غضب تمنع السكون، وتبعد يهود مسافات شاسعة عن حلم احتواء هذا الشعب وتدجينه.
إن شهادة الشيخ درس تربوي عميق يبين أن القوة الحقيقة في الإرادة والعزيمة والتصميم، وأن معاقاً مشلول الأطراف جعل دولة يهود تقف وجاهة وتدخل معه معركة منازلة بالنذالة التي تليق برجس يهود، إن هذا المريض الذي لا يستطيع تحريك أطرافه استطاع تحريك شعب بأكمله، وكشف الهدف الحقيقي للمواجهة، وجعل أبناء فلسطين يدخلون الجهاد من طريقه الصحيح.
أعطى الشيخ درساً في آخر لحظات حياته أن أصحاب العزائم القوية، والمواجهة المتواصلة هم أصحاب الأيدي المتوضئة، والقلوب المؤمنة، وأن هؤلاء هم الذين يتذوقون لذة الجهاد، وبهجة التوق إلى الشهادة، واسترواح نعيم الجنة. إن الشيخ رزق الشهادة عائداً من صلاة الفجر في المسجد، فإذا كان الشوق إلى صلاة الجماعة يخرج شيخاً مريضاً معاقاً مستهدفاً في غلس الفجر ليكون وداعه للحياة بعدها، فأي دلالة يسكبها ذلك في نفوس الشباب وأي معان نورانية يضيئها في جوانحهم.
إن الذين يجيبون حي على الجهاد هم الذين يجيبون حي على الصلاة.
استشهد الشيخ أحمد ياسين لتكون شهادته حفلاً آخر للعري الأخلاقي لليهود، وليشهد العالم كيف تنـزل الدولة بسلاحها العسكري لقتل الشيخ على حاله من كبر السن والمرض والإعاقة وفي حي سكني يكتظ بالمدنيين ليبين أن القيم والمثل الأخلاقية غائبة في تعامل اليهود قتلة الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس.
كما هو عري آخر لقيم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتجاوز في تعليقها على هذا الإرهاب الصهيوني الدعوة إلى ضبط النفس، وهي دعوة موجهة إلى الفلسطينيين قطعاً، أما شارون فهو مشغول بتبادل التهاني مع شعبه على هذه الجريمة.
إن الإرهاب الذي تحاربه أمريكا هو من صناعتها حينما تكيل بمكيالين، ولا تنظر إلى إرهاب يهود إلا بعينين مغمضتين.
رحم الله الشيخ المجاهد أحمد ياسين الذي سالت دماؤه لتكون وقوداً في الشرايين، ومات ليكون موته حياة لأمته وقضيته.
نسأل الله أن يتقبله وأن يرفع نزله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
لقي الله وهو في ذمته « فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله » وفاضت روحه ورفعت شهادته وتم جهاده في يوم الاثنين الذي تعرض فيه الأعمال على الله.
إن استشهاد الشيخ يمثل مرحلة أخرى في مسيرة جهاده، ويؤثر ذات الأثر الذي كان الشيخ يؤثره في حياته، إن الشيخ الذي قضى عمره وهو يبني في النفوس عزيمة المواجهة للعدو، وقوة الصبر على المدافعة قد أعلى بناءه ذلك بروعة استشهاده.
إن الصور التي رأيناها في جنازة الشيخ لشباب يافعين سوف تصنع فيهم جنازة الشيخ واستشهاده ما لا تصنعه بلاغة الكلام وإطناب العبارة، إن هؤلاء الشباب يُصْنعون ويتربون بمثل هذه الأحداث وتؤسس في ذواتهم معاني ما كانت لتؤسس بغير هذه المشاهد.
إن شهادة الشيخ ياسين وما جرى معها وحولها تحفر خنادق في القلوب تمنعها من الذوبان، وتحول حرارة الحزن إلى وقدة غضب تمنع السكون، وتبعد يهود مسافات شاسعة عن حلم احتواء هذا الشعب وتدجينه.
إن شهادة الشيخ درس تربوي عميق يبين أن القوة الحقيقة في الإرادة والعزيمة والتصميم، وأن معاقاً مشلول الأطراف جعل دولة يهود تقف وجاهة وتدخل معه معركة منازلة بالنذالة التي تليق برجس يهود، إن هذا المريض الذي لا يستطيع تحريك أطرافه استطاع تحريك شعب بأكمله، وكشف الهدف الحقيقي للمواجهة، وجعل أبناء فلسطين يدخلون الجهاد من طريقه الصحيح.
أعطى الشيخ درساً في آخر لحظات حياته أن أصحاب العزائم القوية، والمواجهة المتواصلة هم أصحاب الأيدي المتوضئة، والقلوب المؤمنة، وأن هؤلاء هم الذين يتذوقون لذة الجهاد، وبهجة التوق إلى الشهادة، واسترواح نعيم الجنة. إن الشيخ رزق الشهادة عائداً من صلاة الفجر في المسجد، فإذا كان الشوق إلى صلاة الجماعة يخرج شيخاً مريضاً معاقاً مستهدفاً في غلس الفجر ليكون وداعه للحياة بعدها، فأي دلالة يسكبها ذلك في نفوس الشباب وأي معان نورانية يضيئها في جوانحهم.
إن الذين يجيبون حي على الجهاد هم الذين يجيبون حي على الصلاة.
استشهد الشيخ أحمد ياسين لتكون شهادته حفلاً آخر للعري الأخلاقي لليهود، وليشهد العالم كيف تنـزل الدولة بسلاحها العسكري لقتل الشيخ على حاله من كبر السن والمرض والإعاقة وفي حي سكني يكتظ بالمدنيين ليبين أن القيم والمثل الأخلاقية غائبة في تعامل اليهود قتلة الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس.
كما هو عري آخر لقيم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتجاوز في تعليقها على هذا الإرهاب الصهيوني الدعوة إلى ضبط النفس، وهي دعوة موجهة إلى الفلسطينيين قطعاً، أما شارون فهو مشغول بتبادل التهاني مع شعبه على هذه الجريمة.
إن الإرهاب الذي تحاربه أمريكا هو من صناعتها حينما تكيل بمكيالين، ولا تنظر إلى إرهاب يهود إلا بعينين مغمضتين.
رحم الله الشيخ المجاهد أحمد ياسين الذي سالت دماؤه لتكون وقوداً في الشرايين، ومات ليكون موته حياة لأمته وقضيته.
نسأل الله أن يتقبله وأن يرفع نزله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
إنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
المصدر: www.islamtoday.net
عبد الوهاب بن ناصر الطريري
الأستاذ بكلية أصول الدين - سابقاً - والمشرف العلمي على موقع الإسلام اليوم
- التصنيف: